فتحَ شقته في الفروانية لها فيطعم ويسقي ويداوي

حُرِم من الأولاد فنذرَ حياته لـ... القطط والكلاب

تصغير
تكبير

- خالد الدسوقي يأكل الجبن ويُطعِم الحيوانات اللحوم
- الدجاج المتبّل يقدّمه يومياً... ووجبة سمك مكافأة شهرية مع نزول الراتب
- أحب القطط إليه «أبو الغضب» رغم سرعة انفعاله
- الكلاب تستقبله يومياً بالترحيب في صناعية الجهراء
- لا يستطيع النوم إلّا والقطط بجواره على السرير

20 عاماً قضاها خالد الدسوقي بين القطط والكلاب، يطعم هذا، ويداوي ذاك، ويساعد تلك في ولادتها. فهو لم يرزقه الله بأولاد، فنذر حياته لأولاده من الحيوانات، كما يسميها، وما زال يومياً يكتب صفحة من صفحات قصته معها بحبر الوفاء النادر.

خصص بطل الحكاية شقته لأكثر من 20 قطة، بينما يحل هو ضيفاً خفيفاً عليها، يطعمها ويسقيها، ويداوي مريضها ويضمد جراها.

يحب القطط، لكن حبه للكلاب أكبر. فبعيداً عن تلك القطط ثمة حشد من الكلاب يستقبله يومياً بالأحضان، حيث يأبى خالد أن يبدأ عمله قبل أن يقدم بنفسه وجبة الإفطار لتلك الكلاب في منطقة الجهراء الصناعية.

الدسوقي، الذي اصطحب «الراي» في جولة ميدانية، عاينت فيها الشقة التي يأوي فيها أبناءه من القطط، وحفاوة الكلاب التي تنتظره يومياً قبالة مقر عمله، أكد أن الموضوع مكلف مادياً... «لكن الله يعين».

وما بين أكثر من 20 قطة في شقته في منطقة الفروانية، وثلة أصدقائه من الكلاب في الجهراء الصناعية، يقضي خالد يومه من دون كلل، واضعاً في اعتباره أن «أحداً لا يمكن له أن يشاركه تحمل هذا الأمر، أو حتى يشاركه السكن».

علاقة الدسوقي بالكويت تمتد 30 عاماً، ولديه اعتقاد راسخ أن البركة تحل عليه بفضل ما يقوم به مع هذه الحيوانات الضعيفة، مدللاً على ذلك بالقول «مناعتي قوية ولا أصاب بأي مرض حتى بنزلة برد (إنفلونزا)، ببركة ما أقوم به من إنقاذ الكلاب ومعالجتها».

العلاقة بين الدسوقي وقططه وصلت لأبعاد، ربما يصعب على البعض فهمها، فهذا الموظف ذو الدخل المحدود، يأكل الجبن ويطعم الكلاب الدجاج، ولا يتحمل أن يرى قطه «أبو الغضب» (نظراً لأنه دائم الغضب) حزيناً فسرعان ما يأخذه في جولة للبقالة كي يعدل مزاجه، فهو الأحب لديه.

والأمر لا يتوقف عند حد الإطعام وتوفير المأوى، فخالد سخّر حياته لمراقبة القطط والعناية بها، حتى انه قام بنزع رحم الضعيفات منهن اللواتي لا يقوين على الحمل، أما من لديها بأس على ذلك فيصطحبها في جولات تمشية ليسري عنها ألم الحمل.

بقدر المستطاع يحاول الدسوقي تقليل حالات الحمل بين قططه، نظراً لقلة الإمكانات، مشيراً إلى أن أكبر عائق أمامه عدم امتلاكه لسيارة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الله يعينه في ما سخره له، وهناك من يساعده من أصحاب المطاعم.

وفيما يعمل الدسوقي طيلة الأسبوع (14 ساعة يومياً) عدا يوم الجمعة، لا يحلو له النوم إلا وقططه بجواره على السرير، بل ينتظر مطلع كل شهر ليكافئها، مع نزول الراتب، بوجبة سمك تدخل عليها السعادة.

سطل دجاج لكل كلبة تلد

أكد الدسوقي أنه يحتفي بأي كلبة تلك بأن يهديها سطلاً من الدجاج، لافتاً إلى أن أحلى لحظات يومه عندما تستقبله الكلاب في منطقة الجهراء الصناعية. ووجه نصيحة للناس بحسن التعامل مع الكلاب كونها أوفى مخلوق على وجه الأرض.

أشهر القطط عند الدسوقي

• «مودي»... حامل وتنتظر الوضع

• «أبو الغضب»... سريع الانفعال

• «حمدتو»... نظراً لأنه يرضى بالقليل

• «دهب»... المدللة

حقيبة الإنقاذ

يحمل الدسوقي معه دائماً حقيبة يسميها بـ«حقيبة الإنقاذ»، تحوي ما تيسر من الأدوات والأدوية التي تعينه على تقديم العون لأي قطة في الشارع تحتاج لمن ينتشلها من المعتدين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي