No Script

إطلالة

الفرق بين اليهود الأرثوذكس واليهود الإصلاحيين والقصة الحقيقية للصهيونية (2 من 3)

تصغير
تكبير

في الأسبوع الماضي توقفنا عند الخلاف الجوهري ما بين اليهود الأرثوذكس والإصلاحيين وحول ما اذا كان ينبغي حتى أن توجد دولة يهودية اليوم.

ففي عام 1923 كان اليهود الألمان في وطنهم مزدهرين وسعداء جداً ولم يكونوا مهتمين بأن يصبحوا «صهاينة»، ولم يكونوا حتى مهتمين بالذهاب إلى أرض فلسطين بعد كل التسهيلات الموجودة لديهم لأنهم كانوا يمتلكون قصوراً جميلة في ألمانيا، بل ولديهم فن أوركسترات سيمفونية وعزف راق ويمتلكون كل شيء يريدونه، إذ كانوا مقبولين في المجتمع.

وكما قال الأديب إزرا باوند، وهو أحد أهم الشعراء الذين أنجبتهم الولايات المتحدة في تاريخها «حيث كانت ألمانيا من أقل الدول الأوروبية معاداة لليهود، وعندما تذهب إلى بولندا وروسيا تجد العكس حيث كان هناك شعور قوي ضد اليهود، ولكن في ألمانيا كان اليهود مقبولين وسعداء جداً، إذاً، لماذا كان من الممكن أن يكون هناك حكومة معادية لليهود في ألمانيا»؟

بالطبع حينما تحالف الزعيم أودلف هتلر مع الصهاينة قال: بعد كل شيء حصل، أرى أنتم محقون ولدينا الأهداف نفسها، لذا سرعان ما تحالف الزعيم هتلر مع الحزب الصهيوني، وكانت مهمة النازيين هي إجبار اليهود المعارضين للصهيونية على قبول «الصهيونية» وهذا ما كانت عليه معسكرات الاعتقال حيث وضعوا اليهود المعارضين للصهيونية في معسكرات الاعتقال، وتم وضعهم تحت الإدارة المباشرة الذين كانوا من اليهود الصهاينة، وكانت المعسكرات تدار من قِبل اليهود الصهاينة بهدف معاقبة والتخلص من اليهود المعارضين للصهيونية، وهو ما تم فعله حقاً.

بالطبع كان ذلك جزءاً من الهولوكوست الذي لم يتحدث عنه أحد، فكان هذا خلافاً يهودياً جوهرياً، والذي كتب عنه الكاتب الصحافي الأميركي دانيال غولدهاجن، وألّف كتاباً قال فيه: ان جميع الألمان شاركوا في شعورهم المعادي لليهود والهولوكوست وهو ما لم يكن صحيحاً على الإطلاق، فالألمان كان معظمهم لم يعرف ما كان يحدث، وكذلك الحال مثل الولايات المتحدة، فعندما كان يكمل العمل في تطوير القنبلة الذرية، تم قصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين وهو هجوم نووي شنته الولايات المتحدة ضد الإمبراطورية اليابانية في الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945 والشعب الأميركي لم يكن يعلم شيئاً عن ذلك، ورغم ذلك كان من المحظور ذكر اسم القنبلة الذرية، في حين لم تكن القوات الجوية الأميركية تسمع عن أي مهمة ذرية أو قنبلة ذرية في ذلك الوقت حتى تم إلقاء القنبلة على هيروشيما!

لذلك، يمكنكم القول إن الشعب الأميركي مذنب بارتكابه أكبر فظاعة عند استخدامه القنبلة الذرية على المدنيين اليابانيين ولكن هذا الاتهام غير صحيح، فالشعب الأميركي لم يكن يعلم بهذا الأمر، بل وحتى من كان يعمل بالقوات الجوية لم يكن يعلم بذلك، لذا قد تحدث مثل هذه الأمور السرية دون علم الشعب الأميركي أو موافقته، ولكن بالطبع يتوجب عليهم قبول النتائج المؤسفة، لذلك قد تحدث مثل هذه الأشياء وأنتم عالقون بها، وبالتالي هذه هي القصة الحقيقية للصهيونية التي كان النازيون يتحدثون بها مراراً، فإذا كان هؤلاء النازيون قد تحالفوا مع الصهاينة، فلماذا لم يستمر حزب النازي مثلاً؟!

إذاً، ما حدث هو أنه في عام 1945 بعد هزيمة الجيش الألماني، قاموا بجلب القادة الألمان، وهم الجنرالات الألمان في محاكمات نورمبرغ ثم محاكمتهم جميعاً ثم إدانتهم وفي النهاية إعدامهم، فقد كان لابد من إعدامهم لأنهم لا يريدونهم أن يبقوا على قيد الحياة...

وفي مقالنا بالأسبوع المقبل سنطرح الأسباب التي أدت إلى إعدامهم...

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي