No Script

حروف نيرة

طابور الكاشير!

تصغير
تكبير

يقبل الناس مع اقتراب شهر رمضان على الجمعيات وأماكن التسوق لشراء أنواع وأشكال من الطعام والشراب بصورة غير طبيعية، وكأن المحلات مغلقة في رمضان، وتلاحظ صرف المال بصورة تفوق عن حدها، لكثرة المشتريات، وترى الطابور الطويل عند الكاشير، الذي يجعلك تتردد في التسوق.

اعتدنا على الإكثار من الطعام في وجبتي الإفطار والسحور، وغير ذلك من مأكولات وحلويات ومشروبات في أوقات أخرى وكأن الأمر طبيعي لأننا في رمضان!

إعداد الولائم والموائد بإسراف وصور مُبالغ فيها أمر حذّر منه الشرع، ودعانا إلى الاعتدال في كل شيء خصوصاً المأكل والمشرب، يقول تعالى في كتابه الكريم: «وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المسـْرِفِين» الأعراف/31

أحلّت شريعتنا المأكل والمشرب، ونبّهت من الوقوع في الإسراف، ولا تأمر شريعتنا بأمر أو تنهى عنه إلّا لفائدة الإنسان، وتبين الحكمة منه، وما فيه من منافع وأضرار، فمن بالغ في أكله وشربه شعر بالكسل وصار الفتور يغلب عليه وزادت ساعات نومه وقل نشاطه؛ لأنه لم يوزّع أكله بصورة تقيم صُلب الإنسان، والواجب أن يقسمه بما يناسب جسده، كما في الحديث الشريف: ( مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَات يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ) وكما قال سفيان الثوري، لمن يرغب بصحة الجسد: «إذا أردت أن يصح جسمك ويقل نومك فأقلل من طعامك»، وتبقى تلك الفوائد البدنية في حال الصيام بالصورة المعتدلة، سواء في رمضان أو غيره.

والاتزان في الطعام فيه تزكية للأبدان وتخليصها مما تراكم فيها من مواد فاسدة وضارة طوال العام، وتنقية للبدن من الدهون والفضلات المسببة لكثير من الأمراض، وفيه تنظيم لوظائف جميع أعضاء الجسد، وكما قال رسولنا الكريم: (صوموا تصحوا) حديث شريف.

كما أن الاعتدال في الصيام له آثار نفسية إيجابية أثبتها علماء النفس، منها الشعور بالاستقرار النفسي والتخفيف من حدة أعراض القلق والغضب والأرق، نتيجة استغلال الجسم لطاقته الداخلية في القيام بعملياته ووظائفه الحيوية، وأنه يساهم في تهذيب النفس والمشاعر الطيبة؛ فهو عبادة ترقى بالنفوس وتنقي الأرواح من الآثام وتوقظ القلوب وتوجه العقول إلى طاعة الله تعالى؛ فالصيام يكف الجوارح عن الآثام، ويصونها عن المحرّمات فهو عبادة عظيمة تحيي الضمائر وتزكي النفوس وتقوي الجسد وتبعد الإنسان عن التبذير والإسراف المادي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي