No Script

رأي نفطي

المعروض النفطي... السد المنيع لـ 100 دولار!

تصغير
تكبير

بون شاسع بين سعر النفط إبان الأزمات في الماضي والحاضر، وإن عُرف السبب بطُل العجب! وذلك بعد أن بدأت الأسواق تقتنع، وكذلك الدول المنتجة والمصدرة للنفط، بأننا لم نعد في أيام الستينيات والسبعينيات أو حتى في التسعينيات، حيث مع وقوع أقل أزمة سياسية كنا نرى ارتفاعات حادة في أسعار النفط، لكننا الآن ومع غزو روسيا لأوكرانيا وحالياً مع أزمة البحر الأحمر، الأسعار لم تشتعل وظلت عند معدلاتها الحالية وعند تقريباً 80 دولاراً. ومن دون تدخلات من الدول النفطية سواءً من داخل أو من خارج (أوبك+)، ولتبقى الأسعار والأسواق مستقرة من دون تحرك أو من تصريحات إعلامية مختلفة، وترك الأمور تسير على ما عليها.

ولعل عوامل التدفق الحالية، تقف سداً منيعاً من وصول النفط إلى 100 دولار، بعكس ما حدث في الماضي في أوائل السبعينيات ومع قرار المنظمة العربية «أوابك» بوقف تصدير النفط إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث تضاعف حينئذ سعر البرميل أكثر من 3 مرات ليصل الى أكثر من 11 دولاراً، وكذلك في عام 1979 مع الثورة الإيرانية على الشاه، ليتضاعف إلى أكثر من 35 دولاراً، والكل كان يبحث عن البديل عن النفط العربي ونفط الشرق الأوسط.

ولتبدأ الولايات المتحدة الأميركية ونفط بحر الشمال بالوصول إلى الأسواق النفطية العالمية، لكن الإمدادات النفطية لم تكن كافية ودول الشرق الأوسط ودول منظمة أوبك مازالت المتصدرة، وكانت تزود العالم بحوالي 50 % من متطلباته اليومية، والغيرة والبحث عن البديل كان السؤال والتحدي.

ثم تلى ذلك، الغزو الصدامي ليرتفع البرميل إلى قمته ولينخفض بأكبر معدل لاحقاً بأكبر مقدار في التعاملات اليومية النفطية، ما وضع حداً لأزمة خوف نفطية.

وهذا يقودنا إلى السؤال والاستفسار عن هذه المقدمة لأزمات أسعار النفط وارتفاعاتها المفاجئة، وذلك بسبب الخوف والتردد من عدم وجود إمدادات نفطية كافية في العالم، إلا أن الوضع قد تغير حتى مع وجود حرب في أوكرانيا، والأوضاع النفطية راكدة غير متغيرة، والشيء نفسه، مع أزمة البحر الأحمر والهجوم على السفن ومن تأخير الرحلات التجارية عبر قناة السويس والتوجه نحو رأس الرجاء الصالح، حيث سعر البرميل لم يرتفع بالرغم من أن سعر النفط ارتفع إلى أكثر من 128 دولاراً في الأيام الأولى للغزو الروسي على أوكرانيا، والخوف من عدم وجود كميات وإمدادات كافية من النفط.

لكن وضع الماضي تغيّر الآن، بعد ان بدأت الإمدادات النفطية تتدفق من كل صوب شرقاً وغرباً وتحديداً مع أميركا في قمة إنتاجها وتتفوّق على جميع منتجي النفط في العالم عند 13.500 مليون برميل يومياً، وبدأت الإمدادات تصل من البرازيل وكندا والنرويج وتتكاثر ومع الاكتشافات النفطية الجديدة من المملكة العربية السعودية. هذه الإمدادات النفطية الآتية أيضاً من الإمارات عند 3.400 مليون والعراق عند 4.400 مليون وإيران عند 3 ملايين برميل في اليوم وتتكاثر. ثم فنزويلا لاحقًا وبأكثر من مليون برميل في اليوم. ولعل هذه التدفقات تبقى السد المنيع للوصول إلى 100 دولار للبرميل.

كل هذه الكميات ستضع العقبات تلو العقبات في رفع أسعار النفط إلى الأعلى. حيث معظم هذه الدول المنتجة من خارج أوبك لا تعتمد على النفط كمدخل أساسي أُحادي للدخل القومي اليومي لدولها، بعكس دول الخليج العربي، ومحاولتنا بالتخلص من إدماننا المالي على المدخول النفطي الوحيد.

كاتب و محلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي