No Script

ربيع الكلمات

شهداء الكويت... وخطاب العنصرية!

تصغير
تكبير

«إن الكراهية تسمم النفس وتحرق القلب»

نلسون مانديلا

حسناً فعلت الحكومة عبر الناطق الرسمي بنفي ما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي حول نية الحكومة تعديل قانون الانتخاب في ما يتعلق بمواد الجنسية، بعد أيام صعبة أظهرت الاحتقان الكبير لدى الناس في وسائل التواصل الاجتماعي بلغة عنصرية متوحشة، عبر تبادل اللكمات والطعنات والتي نحن في غنى عنها، وكان يجب سرعة النفي في مثل هذه الأحداث المهمة.

نتحدث عن ماحصل خلال الأيام الماضية بحرقة الأسى على ماحصل، خاصة ونحن في شهر فبراير والذي يجب علينا أن نشكر الله تعالى على نعمة التحرير، ونترحم على شهداء الكويت الذين سقطوا فداء للوطن الغالي، والذين كانوا متلاحمين وعلى مختلف طوائفهم وعوائلهم للدفاع عن الكويت، والذي اختلط فيه دم جميع شرائح المجتمع، مبتعدين عن جميع اشكال التعصب الممجوجة.

«شهداء الكويت نبراس يقف في وجه كل من يريد أن يعبث بوحدتنا الوطنية»، وهي ذكرى طيبة تستحق أن نتذكرها كل عام لنأخذ منها العبرة، ونستلهم من الشهداء الذكريات العطرة، وما زلنا نجهل الملحمة الوطنية المتمثلة في شهداء الوطن، وهي تستحق ان نضع عليها المجاهر الفاحصة والكاشفة أكثر، وذلك لندرس الزوايا المختلفة منها، ولنربي أجيالنا على التسامح مع الآخرين.

إنّ وحدة الشعب الكويتي تجاه ما حصل قبل 34 عاماً تدعونا للوحدة والتضامن والتعاون والمحبة، والذي راح ضحيته أكثر من ألف شهيد وأسرى وخسائر مالية لا تقدر، ونهب للممتلكات والأعراض، وفي ظل هذه الأيام العصيبة ظهر معدن أهل الكويت... وذابت كل الفوارق المذهبية والقبلية والعائلية في بوتقة الكويت، وفي منظر من التسامح والمحبة صرنا نفتقده في هذه الأيام مع كل أسف.

إن ما قدمه شهداء الكويت من تضحيات أمثولة في وجه كل من يريد أن يعبث بوحدتنا الوطنية كائناً من كان، وهذه الدماء الزكية ستظل نبراساً للمستقبل، وهي ذكرى طيبة تستحق أن نتذكرها كل عام لنأخذ منها العبرة، وخاصة في بلد ذهب وعاد أفضل مما كان في أقل من عام... ولكن مع كل أسف فإن النفوس لم تعد كما كانت متسامحة طيبة، بل مشحونة على الآخرين.

ومن نافلة القول، «إن الغزو سنة 1990 كان خطراً من خارج الكويت ولكن بفضل اللحمة الوطنية والتعاون بين شعب الكويت في ما بينه فشل في تحقيق أهدافه».

ولكن الحديث والهمز واللمز الحاصل في وسائل التواصل الاجتماعي قبل نفي الحكومة يمثل غزواً داخلياً قد يكون أخطر من الخارجي وهو اختبار حقيقي، وأهل الكويت على درجة من الوعي الذي سيجعلهم يعبرون بسفينة الوطن إلى بر الأمان بإذن الله تعالى وسينجحون بهذا الاختبار.

تاريخ الكويت لم يكن حافلاً بالورود دوماً، فهناك العديد من المصاعب التي مرت به وعلى مختلف العصور، ولكن تلاحم أهل الكويت حكاماً ومحكومين هو الذي عبر بالكويت إلى بر الأمان منذ أكثر من 350 عاماً.

اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والأمن من أعظم النعم، ونحمد الله تعالى ونشكره على أفضاله، وعلى وجود الكويت.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي