رأي قلمي

لن يستقيم أمرها...!

تصغير
تكبير

قِيل: إنّ كل أزمة تمنحنا فرصة، إنّ من فضائل الأزمات أنها تكشف عن الجوانب الضعيفة في هياكلنا ونظمنا وخططنا، كما أنها تشكّل حافزاً على المراجعة والنقد والإبداع، لكن ذلك يتوقف في الحقيقة على منظورنا لتلك الأزمة. وفي أعمالنا المختلفة نمضي على نمط معين، وفي إطار محدد من التوقعات، لكن بما أننا لا نسيطر إلا على جزء صغير جداً من ظروف العمل والظروف المحيطة، فإنّ من المتوقع دائماً أن نواجه ما لا نرغب فيه، وما لا ينسجم مع توقعاتنا، ويمكن أن نقول: إنّ الأزمة هي موقف مُشْكل ضاغط نشعر أمامه بأننا نواجه وضعاً يهدّد حياتنا أو أهدافنا أو مصالحنا... ما يستلزم منا ردة فعل، نستعيد من خلالها توازننا، ونتخلص بها من التحديات التي تواجهنا.

إننا حين نواجه أزمة نشعر بأنّنا نواجه تحدياً خارجاً عن إمكاناتنا العادية، ونشعر بضعف الثقة بأنفسنا، بل قد نشعر بشيء من العجز، واليأس بسبب اعتقادنا بصعوبة معايشة ذلك التحدّي مدة طويلة.

مع أنه من الصعب العثور على نصائح جامعة مانعة لمواجهة الأزمات، إلا أنّ هناك إرشادات عامة مفيدة وناجعة في كثير من الأحوال منها: المرونة شيء أساسي في مواجهة الأزمات، المرونة قد تعني ابتكار أدوات جديدة، وقبل كل شيء هي استعداد عقلي ونفسي للتغيير، والاستجابة للظروف والتحديات الجديدة. التحديث الجاد والعميق للسياسات، ونظم العمل لتصبح أكثر واقعية وكفاءة، والحقيقة أنّ النظام الجيد لا يظل جيداً طوال الوقت، وإن الأزمات تقلل من مدة صلاحية النظم، لذلك كان تجديدها أحد أدوات الخروج من الأزمات.

يظل الإبداع هو الشيء المطلوب للتقدم والاستمرار في أوقات الشدة وأوقات الرخاء، مع مكافأة كل مَن يأتي بفكرة جديدة تفيد المؤسسة أو فريق العمل، وهناك إلى جانب الإبداع شيء آخر هو اقتباس الأفكار والحلول، والاستفادة من خبرة الغير في التعامل مع الأزمات.

إنّ كثيراً من أعمالنا لن يستقيم أمرها إلّا إذا قسنا الأداء بطريقة علميّة حتى نوقف الهدر، ونستثمر الإمكانات المتاحة بكفاءة عالية.

[email protected]

mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي