No Script

إطلالة

التلفريك الاستيطاني في مدينة القدس

تصغير
تكبير

في اليوم الـ 64 من حرب طوفان الأقصى في غزة، والذي وصل عدد الشهداء الفلسطينيين فيه حينئذ إلى 17 ألف شهيد، تعلّقت لافتات في بلدة سلوان - شرق القدس تطلب من أصحاب البيوت والأراضي في المنطقة التنازل عن ملكياتهم خلال 60 يوماً من يوم نشر الإعلان، أي أن «الإعلان يفيد بنية الحصول على الحقوق الكاملة بالأرض»، وبالتالي تعلن اللجنة المحلية للتنظيم والبناء بالقدس الشراء من أجل احتياجات الجمهور أن قِطع الأراضي الموصوفة، مطلوبة لحاجة عامة لخط مواصلات لعدد كبير من الركاب، وتنوي اللجنة الحكومية الحصول على ملكية أو كل حق بالأرض، وعلى كل شخص لديه ملكية أو أي حق في الأرض أن يتنازل عن ملكيته خلال 60 يوماً من يوم نشر هذا الإعلان.

كما أن اللجنة مستعدة للتفاوض للحصول على الحقوق الكاملة والمطلوبة في الأرض بموجب قانون تعديل قوانين الشراء للمصلحة العامة - للعام 1964 ويحق لكل صاحب حق في الأرض أن يطلب تعويضاً بسبب الحصول على كامل الحقوق في الأرض، وهذا مقابل تسليم الحقوق الكاملة للأرض، والذي يطلب تعويضاً بخصوص الحق أو أي مصلحة أياً كانت له في الأرض، عليه أن يرسل خلال 60 يوماً من يوم نشر هذا الإعلان ادعاءاته مع إرفاق أدلة ومستندات لإثبات حقه في الأرض.

وبالتالي فإن هذا الإعلان الخاص بالتنظيم والبناء عليه أكثر من علامة استفهام!

والسؤال هنا، ما هو مشروع التلفريك الجديد في القدس الشرقية؟! مشروع التلفريك مشروع صهيوني يربط بين غرب القدس وشرقها والذي يعتبر حسب القانون الدولي هي «محتلة»، إذاً هل يمكن للاحتلال أن يقوم ببنائه في منطقة محتلة حسب القانون الدولي؟!

فما نعرفه بحسب محكمة العدل الدولية، في حال تنفيذ إسرائيل مشروع التلفريك الجديد هي تنتهك التزاماتها ومعاهداتها بموجب القانون الدولي بعدم تطبيقها لقانون الاحتلال، ولو نرجع قليلاً إلى الوراء، نرى أن مشروع التلفريك الصهيوني يربط ما بين شرق القدس وغربها، ولكي يستطيع المستوطنون الإسرائيليون الخروج من أماكنهم باتجاه طريق حائط البراق الكائن عند باب المغاربة (حائط المبكى) عليهم المرور بمناطق فلسطينية ولكن المشروع يرمي إلى الوصول إلى حائط المبكى من فوقها من دون المرور بين المناطق الأخرى، وكأن هذه المدينة المقدسة (القدس) تحوّلت إلى مَعلم سياحي.

عليك أن تتخيل كيف يكون شعورك عندما تخرج من منزلك وتشاهد ملصقاً مكتوباً فيه: «لديك 60 يوماً للتنازل عن بيتك؟! فما أصعبها عليك، وما أبسطها عند الآخرين... وهذا تماماً ما حدث لسكان حي الشيخ جراح من تهجير قسري سافر في غفلة من الزمن، ولعل جميعنا يتذكّر ما حدث لامرأة فلسطينية من حي الشيخ جراح عندما قالت جملتها الشهيرة لمستوطن غريب دخل بيتها «أنت تسرق بيتي، فردّ عليها قائلاً: إن لم أسرقه، فسيسرقه مستوطن آخر!».

اليوم، علينا أن نستيقظ حول ما يحدث في مدينة القدس ولكن على مستوى أوسع وأقذر مع مشروع تلفريك الصهيوني الجديد الذي يهدف بتحويل مدينة القدس إلى واجهة سياحية في المستقبل القريب!

على المجتمع الدولي اليوم أن يؤكد للكيان الصهيوني المحتل أن جميع خططه وعملياته الاستيطانية في شرق القدس المحتلة مرصودة، خصوصاً ما يتعلّق بمشروع التلفريك يجب أن يكون تحت نظر القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومن هنا نناشد الهيئات والمنظمات الدولية (الحقوقية) منع الكيان الصهيوني من إقامة مشروعه التوسعي.

لقد أزالت المحكمة العليا الاسرائيلية العائق الأخير أمام البدء بتنفيذ مشروع التلفريك الذي يرفضه جميع الفلسطينيين بشدة بسبب تغييره واقع ملامح القدس، ويريد الاحتلال استكمال تهويدها، ويربط التلفريك الصهيوني بطول 1500 متر بين جبل الزيتون، شرق القدس ومنطقة الشماعة، قرب باب الخليل غرب المدينة مروراً بساحة البراق وبلدة سلوان، ويقع جبل الزيتون في منطقة هي الأعلى في القدس تطل على بلدتها القديمة، والهدف الصهيوني هو اعتقاد اليهود أن السيد المسيح المخلص سيعود منه لإقامة هيكل سليمان!

إن الإصرار على تنفيذ المشروع يشكّل محاولة لتشويه المشهد العربي والفلسطيني للمدينة وتغيير معالمها التاريخية وسيؤدي إلى هدم واستيلاء على أراضٍ فلسطينية، ومحاولة لضرب الاقتصاد الفلسطيني في القدس القديمة، وبالتالي فالمشروع الاستيطاني يضرب بعرض الحائط القرارات الدولية ذات العلاقة بالقدس الشرقية بما في ذلك قرارات منظمة يونسكو، فهل وصلت الرسالة إلى الحكومة الفلسطينية وإلى الرئيس محمود عباس؟!

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي