No Script

حروف نيرة

لا حياة مع بخيل ...

تصغير
تكبير

الوسطية والموازنة منهج يبسط ويسهل أمور الحياة، ولا يكلف النفس فوق طاقتها، فلا يُحرم الإنسان نفسه مما أحله الله له، ولا يتجاوز حدوده فيغرق نفسه بما ملك، كما في عبارة: «ما زاد عن حده، انقلب لضده».

قد يُنعم الله تعالى على إنسان بمال، كمن يحصل على الثروة الكبيرة بعد العدم؛ فيصرف بلا شعور ويسرف حتى يصل إلى الفقر والندم، ويعيش على التبرعات، أو يتجه إلى السرقات.

وترى العكس عند من كان همه تخزين المال، ولا يخرج من ماله إلا في حال الضرورة القصوى، يعيش في قلق خوفاً على ماله، ويحرم نفسه وأهله ممّا أنعم الله تعالى عليه من شدة بخله، ولا يشعر بحلاوة الدنيا ونعيمها؛ لأنه ضيق على نفسه وقسا على أهله رغم ما أعطاه الله تعالى من رزق حسن.

وخصوصاً بخل الزوج، فإن بخله وتضييقه على أهله سبب من أسباب التعاسة الزوجية، والبخل بداية انهيار الأسرة وموت المشاعر الطيبة من زوجته وأولاده... قد تتحمل الزوجة تلك المشكلة، وتحاول التأقلم مع تلك الحياة، ولكنها مهما صبرت تعجز عن توفير الاحتياجات الأسرية، ومع كثرة الضغوط المادية تقع في التعب النفسي، وتعيش في كدر وكره للطرف الآخر، ومن الزوجات من تعتقد من بداية الحياة الزوجية وقبل تكوين الأسرة أن الانفصال هو الحل الحاسم، فلا حياة مع زوج بخيل.

ومما يحكى عن الحياة مع البخيل قول إحداهن عن معيشتها مع جدها الثري البخيل الذي اشتهر بالثراء، وكان يلتقط أصغر جزء من الطعام وما يسقط منه ليأكله، ويلبس ثياباً لا تليق بمثله ولا بمن هو أقل منه، فكان يحب المال والأشياء أكثر من نفسه وأهله ومن حوله، حتى ان زوجته كانت تدعو عليه بسبب شدة بخله، إلى أن خسر كل تجارته ومات بحسرته عليها، والعكس في والدها الكريم الذي لم يأكل الفاكهة حتى يوزع منها في سلات على جميع الجيران، فكيف بكرمه مع زوجته وأبنائه.

الكريم قد يخرج الكثير مما في جيبه ليفك ضيق المحتاج ويجود بالمال والمشاعر لغيره، بينما البخيل يبخل بماله ووقته ومشاعره على نفسه وعلى أهله، فلا عجب ممن أنقذ نفسه من الحياة مع البخيل بعدما صبر عليه ونصحه واجتهد في إصلاح أحواله... فاحذر يا بخيل مِن ابتعاد أحبابك وخراب حياتك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي