No Script

ألوان

طموح المواطن الكويتي

تصغير
تكبير

يا إلهي، كم هو كبير طموح الإنسان الكويتي الذي كان فقيراً يعاني شظف العيش قبل حقبة النفط لكنه كان قوياً في وجه رياح الطبيعة والفقر والجوع دون التنازل عن القيم الدينية والاجتماعية، إلى أن جاءت حقبة النفط فكبرت طموحات المواطن الكويتي وتغيّرت أحوال الدولة والمجتمع والإنسان الكويتي، لكنه لم يتغيّر من حيث الجوهر والإصرار على الثبات والتمسك بالقيم الأصيلة التي تدير هذا المجتمع رغم تغير المظهر، بل الكثير من المظاهر في تلك الدولة المستلقية على ضفاف الخليج العربي.

وبعد الثورة الكبيرة في التنمية بالمجالات كافة، خصوصاً في مجال التعليم والصحة وبقية الخدمات، باتت وجهة الكثير من العرب والأجانب نحو هذا الوطن، حيث ساهموا في بنائه حتى أصبح وطناً لهم.

وبعد مرور العقود السعيدة حيث التشييد والارتقاء باتت لدينا إشكالية الإصرار على الاستمرار، فكنا ننجح هنا ونخفق هناك، إلا أن الانسان الكويتي لا يستسلم مهما كانت الظروف صعبة، آخرها كانت فترة الاحتلال العراقي للكويت حيث المعاناة والتحرير وإعادة البناء والانطلاق مرة أخرى.

واستمر الإنسان الكويتي جيلاً بعد جيل يساهم في البناء من خلال دراسته ومن خلال عمله، ومع التدفق المالي الكبير تطور المجتمع الكويتي وحقق نجاحات كثيرة في المجالات كافة.

ولم تنسَ الكويت حكاماً وأفراداً الإخوة العرب والمسلمين حيث تم منحهم الكثير من المساعدات المادية لبناء سلسلة من المشاريع التنموية وامتدت المساعدات لبعض الدول الصديقة، فمنهم من ثمّن تلك المساعدات ومنهم من تجاهلها ابان الاحتلال العراقي للكويت.

وما زالت أحلام وآمال المواطن الكويتي تكبر وتتدحرج ككرة الثلج لأن الطموح ليس له حدود فباتت الإنجازات والإخفاقات في المجال الثقافي والرياضي والفساد ومحاربته حاضرةً بنسب متفاوتة، إلا أن الإرادة السياسية والاجتماعية ما زالت صامدة مُصرّة على الاستمرار رغم كل شيء.

ولكن كيف يكون طموح الإنسان الكويتي فقط أن يكون لديه شوارع مسفلتة بالجير الذي توجد منه كمية هائلة مخلوطة بالنفط الخام الكويتي، كما أكده لي أحد الأصدقاء الذي يعمل مهندساً للنفط؟

وكيف يكون طموح الإنسان الكويتي أن يجد البطاقة التموينية غير ناقصة المواد وألا تصرف لغيره ويجدها في بعض الدول العربية الأخرى؟

وكيف يكون طموح الإنسان الكويتي أن يجد مدرسة مناسبة لأبنائه ولأحفاده وخدمة صحية جيدة من فريق عمل طبي كويتي ومن إخوتنا الضيوف الذين يشاركوننا العيش في هذا البلد المعطاء دون أن يجد الأدوية التي أنفقت عليها الحكومات المتعاقبة المبالغ الكبيرة وهي تصرف لمن لا يستحق داخل وخارج الكويت؟

وكيف يكون طموح الإنسان الكويتي أن يجد مذيعاً في الإذاعة أو التلفزيون يتمتع بلغة عربية سليمة، وان يكون لدينا دراما قريبة من هموم الإنسان الكويتي وأن يكون لدينا مسرح يليق برموز الفن الكويتي من ممثلين ومُخرجين، وأن يكون لدينا منتخبات رياضية ترفع العَلم الكويتي في المحافل الرياضية، وكذلك الأمر بالنسبة للأجناس الأدبية والفن التشكيلي حيث الدخلاء الذين يبحثون عن الإعلام دون أن يقدموا شيئاً يستحق الذِكر، ناهيك عن التصرفات السلبية من قِبل البعض في جمعيات النفع العام؟

همسة:

طموحات الإنسان الكويتي تغطي الفضاء إلا أن هناك مَن يريد تحجيمها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي