No Script

حروف نيرة

«الداخلية» وجريمة إرهابية

تصغير
تكبير

العمليات الإرهابية والأعمال التخريبية انتشرت في بلاد المسلمين، وآخرها ما حصل قبل أيام في أرضنا من مخطط لخلية إرهابية تنوي استهداف دُور عبادة وقتل أشخاص للاختلاف الفكري والعقدي، حيث تمكن رجال الداخلية من متابعة الخلية وإحباطها بجهودهم.

تفجير المساجد اتجاه إرهابي يستهدف الفرقة وإثارة الطائفية وتعميق الفجوة بين المسلمين، وهذا ظاهر لا يخفى على أحد، فهذه العمليات الإرهابية التي وصلت إلى هدم بيوت الله لها أبعاد سياسية، ولزعزعة الأمن وتفكيك الوحدة ثم تقسيم البلاد وتدميرها، وهي محاولات لشغل أذهان البلاد العربية والإسلامية في تلك الفتن حتى لا تلتفت إلى ما يحدث حولها من تخطيط خطير في الخفاء، ممن يُظهر لها أنه يقف معها أمام هذه الأحداث الإرهابية التي هم الأصل في وجودها.

ولا شك، أن كل مَن يشارك أو يؤيد تلك العمليات هو آثم ظالم، فمن منع الناس من العبادة في المساجد وقع في جريمة عظيمة يستحق فاعلها عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة، فما بالك بمن دمّر وخرّب مكان العبادة!

كما في الآية الكريمة: «ومَن أظلمُ ممن منعَ مساجدَ اللهِ أن يُذكرَ فيها اسمُه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلّا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم»، فالآية الكريمة قد أظهرت أن المنع يشمل كل من يمنع الناس ويصدهم عن عبادة الله في أي مسجد من مساجد الأرض.

والعذاب هو عاقبة كل من يمنع المسلمين من ذِكر الله والعبادة في المساجد، ومن هدم وفجّر المساجد وقع في جريمة أعظم أهلكت العباد ودمّرت البلاد...

ومن جانب آخر، فإن شريعتنا قد حرّمت تفجير الكنائس أو هدمها أو قتل من فيها أو ترويع أهلها، فكيف بمن فجّر المساجد!

ولا يقوم بذلك إلا قصار العقول أو من يسعى لمصالح مادية؛ فهي محاولات إرهابية آثمة من جماعات جاهلة تتحرّك بإشارات من قادة يخططون لشق الصفوف واختراق مجتمعنا ثم العالم الإسلامي ثم السيطرة عليه كله، فهي سيطرة قوية ولكنها لن تدوم.

وحتى لا تتفاقم تلك الجرائم، ويطغى الأعداء على بلاد المسلمين، وجب علينا التعايش بسلام والترابط من دون النظر إلى الانتماء المذهبي أو الفكري أو أي اعتبارات أخرى حتى نظل في أمان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي