No Script

خواطر صعلوك

التحلطم... كجزء من الإنتاج!

تصغير
تكبير

قرأت منذ فترة كتاب الأستاذ المحامي علي العريان، والذي كان بعنوان «شخصية الفرد الكويتي»، ورغم الملاحظات المنهجية على الكتاب - والتي يمكن أن نفرد لها مقالاً منفصلاً-، إلا أنه بشكل عام، كتاب مهم يوثق الكثير من الأحداث والتفاعلات الشعبية والبرلمانية والحكومية مع الحدث والسياق.

وأول صفة تواجهك في شخصية الفرد الكويتي هي «التحلطم» والاستياء من كل شيء، حتى أصبح التحلطم جزءاً من العلاج والحل وليس الداء أو المشكلة، بل وصل الأمر أن يتحلطم الجميع، حتى إذا جاء وقت العمل وإصلاح ما يمكن إصلاحه، أو إيجاد بدائل لما نشكو منه... تواجد الجميع في مكان آخر غير العمل.

لي صديق يعمل في مؤسسة حكومية، منذ أن توظف وهو يشتكي من زملائه ومديره، ويشتكي من «النظام» والعقليات المتخلفة، وبيئة العمل غير المشجعة، والبيروقراطية ومصافط السيارات، والممرات والمراجعين وعمال التوصيل، والتشكيل الحكومي وتعيين السفراء... يشتكي من كل شيء، ويعتبر أن الملاحظات التي يقولها هي في حد ذاتها أكبر دليل على أنه أفضل من الجميع وله إنتاجية فريدة من نوعها...عندها يتحول «التحلطم» إلى إثبات ولاء لمحبة الوطن، ودليل على الإنتاجية وتحليل الراتب والرغبة في الإصلاح!

ما لا يدركه صديقي أن زملاءه الموظفين ومديره والمراجعين وعمال التوصيل والحكومة نفسها يشتكون منه ومن بيئة العمل والبيروقراطية... إلخ.

وهكذا يعيش الجميع حالة «تحلطم» كما أشار عضو البرلمان والوزير السابق أحمد الربعي - رحمه الله- في إحدى جلسات البرلمان.

جميل أن تتحول هذه الحالة إلى دافعية للعمل، مثل أولئك المواطنين الذي يسفلتون الشوارع على حسابهم، ويبادرون بإصلاح ما أفسده الإهمال على حساب وقتهم ومجهودهم...عند هذه الحالة يتحول «التحلطم» كصفة شعبية إلى وقود محرك للفعل الاجتماعي. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي