No Script

من الخميس إلى الخميس

السرطان والإعلام

تصغير
تكبير

علاقة أمراض السرطان بالإعلام علاقة حُبٍّ من طرف واحد، فالمختصون بأمراض السرطان يُدركون أنه مرض غامض، ويعلمون أن الوقاية منه هي أفضل الطرق التي تكفل ابتعاده عن بني البشر، لهذا تجد الأطباء يتمنون أن يفهم الناس مرض السرطان فيعرفون عوامل مخاطرته، تلك العوامل التي هي كالسموم تُحيط بنا من كل جانب، الغذاء، البيئة، العادات السيئة كالتدخين، كلها عوامل من حق كل إنسان أن يعرفها ويُدرِك مخاطرها، كما يتمنى الأطباء أيضاً أن يعرف كل إنسان أهم أعراض السرطان، تلك الأعراض التي تتشابه مع أمراضٍ حميدة كثيرة، فإذا وجدها فعليه أن يعرف كيف يتعامل معها، فلا يخاف منها خوفاً يجعله يتهرّب من الكشف المبكر، الكشف المبكر الذي هو أفضل الطرق للوصول إلى الشفاء، من أجل هذا كله يُحبُ الأطباء الإعلام لأنه وسيلتهم الأفضل لنشر هذه المعلومات، ومساعدتهم في التخفيف من أعباء المرض على المصابين به.

من جهة أخرى، تجد الإعلام لا يُحب هذا المرض، فهو يُخوّف الناس منه، وينشر المعلومات الخاطئة عنه بل أصبح الإعلام لا يطيق المصابين به فلا يُظهرهم، بالأفلام والمسلسلات، إلا وهم على وشك الموت، رغم أن نسب الشفاء من هذا المرض جيدة، وكثير من أنواع هذا المرض قابلة للشفاء وعودة الإنسان إلى حياته الطبيعية.

إنّ الإعلام اتخذ أيضاً موقفاً أكثر ضرراً تجاه أمراض السرطان، فهو ينشر الإشاعات الخاطئة عنه ويروّج، كسبق صحافي، أساليب وعقاقير لم تثبُت فعاليتها، وبالطبع يتسبّب هذا التضليل بوقوع أضرار كبيرة على المرضى وذويهم.

عشرات من المرضى فقدْتُهُم طوال مسيرتي الطبية مع هذا المرض بسبب معلومة خاطئة نُشرت بهدف كسب القراء على حساب أرواح المرضى، الإعلام الغربي الذي للأسف، منصاتنا الإخبارية تَستقي الأخبار العلمية منه، هذا الإعلام كثيراً ما ينشر معلومات خاطئة واكتشافات غير دقيقة من أجل الترويج لبلدهم طبياً ومن أجل تحسين صورة البحث العلمي لديهم، وطبعاً ينساقُ إعلامنا وراء ترويجاتهم وخداعهم، والمُتضرّر الرئيس هو المريض، نسبة كبيرة من الميزانية الصحية لهذه الدول الغربية تأتي بسبب التضليل الذي يمارسه إعلامهم لخداع المرضى؛ ودفعهم لطلب العلاج لديهم، وإنفاق الملايين عليهم كنتيجة لهذا الخداع الإعلامي.

إننا اليوم وإنصافاً لهذا المرض وغيره من الأمراض، نحتاج فعلاً من صحفنا ومحطاتنا الفضائية أن تستعين بعلماء وأطباء مختصين يُقيّمون الأخبار العلمية التي تُنشر في الإعلام الغربي، ولا يسمحون بنشر أي معلومة إلا إذا أُثبِتَت صحتها، بهذا فقط نقضي على مافيا الإعلام الغربي الذي يتكسّبُ من وراء المعلومات غير الدقيقة وأحياناً المُضلّلة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي