No Script

أضواء

الإرهابي نتنياهو يتوارى خلف نبوءة إشعياء

تصغير
تكبير

«لن نكون بغلاً غبياً»، جملة صرّح بها زبغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي كارتر، في معرض تحذيره للكيان الصهيوني من توريط الولايات المتحدة في حرب مع إيران. اليوم نجح الإرهابي نتنياهو في توريط الولايات المتحدة في دعم حرب الإبادة التي يشنها على سكان غزة المحاصرين حيث لم يعد خافياً ما تقدمه له أميركا من مال وأسلحة ثقيلة يقصف بها المباني السكنية بشكل عشوائي، حيث تتسبب في سقوط آلاف الضحايا المدنيين نصفهم من الأطفال.

مشاعر الانسجام العاطفي مع الكيان الصهيوني تجاوزت الدعم المالي والعسكري له. فوزير الخارجية الأميركي بلينكن، وهو يهودي صهيوني، أبدى تعاطفه مع الكيان الصهيوني فوراً بعد عملية طوفان الأقصى، حيث زار نتنياهو وعبّر عن مشاعره له بأنه «يهودي نجا أجداده من الهولوكوست»، وفاته أنه وزير خارجية أميركي يمثل الشعب الأميركي وليس اليهود.

ومن تصريحات بلينكن، الأخيرة التي يتظاهر فيها بإنسانيته «ما يحدث في غزة يفطر قلبي»! لكنه عاد ليقول «لن تتوقف الحرب حتى تسلّم (حماس) أسلحتها»، بمعنى سوف نستمر في دعم حرب الإبادة لتتبخّر معها مشاعر إنسانيته. ومع حرب الإبادة المعلنة على غزة يبشّرنا بلينكن، بتصريح متفائل من حرب الإبادة: «هناك دول عربية وإسلامية تبدي استعدادها للتطبيع»!

في 25 أكتوبر الفائت، صرّح الإرهابي نتنياهو «نحن أبناء النور، بينما هم أبناء الظلام، وسينتصر النور على الظلام وسنحقق نبوءة إشعياء، لن تسمعوا بعد الآن عن الخراب في أرضكم، سنكون سبباً في تكريم شعبكم، سنقاتل معاً وسنحقق النصر». وهو بذلك يستشهد بإصحاح سفر إشعياء الذي عنوانه «إشراق نور الرب»: «ولا يسمع بعد ظلم في أرضك، ولا دمار أو خراب داخل تخومك...».

انتقدت عالمة الكتاب المقدس آن ماري بيليتييه، بتهكم خطاب الإرهابي نتنياهو وقالت: «إن الذي يسير في الظلام في سفر إشعياء ليس العدو المجاور، بل الشعب اليهودي نفسه، الذي يمر بكل تأكيد بمحنة سياسية وروحية، ومعنى النص لا يدعم ما ذهب إليه نتنياهو، خصوصاً أن هذا الكتاب معقّد للغاية ولا يمكن فهمه إلّا في ضوء السياق التاريخي في ذلك الوقت».

صدقت آن ماري، فالمجتمع الصهيوني يعيش اليوم في ظلام الفرقة والانقسام بعد طوفان الأقصى. فهناك خلاف عميق بين قيادة مجلسه العسكري والمجلس الوزاري المتطرّف وصل إلى حد كيل الشتائم بينهما لعدم وضوح الرؤية في استمرار الحرب، بينما عائلات الأسرى تتظاهر كل يوم وتطالب بوقف الحرب مقابل إطلاق سراح الأسرى، ناهيك عن الاحتجاجات الرافضة لنزع صلاحية المحكمة العليا، وتحميل نتنياهو مسؤولية تدهور الوضع الأمني وصعوبة تحقيق نصر على «حماس»، وعدم الثقة بتصريحات المتحدث العسكري التي لا تمت للواقع بصلة، وأن الحرب على غزة هي لإطالة أمد بقاء الإرهابي نتنياهو، في السلطة من أجل التهرّب من محاكمته بتهم الرشوة والفساد المالي والإداري. ما يعني أن المجتمع الصهيوني يعيش حالياً في ظلمات الانقسام وأنه بعيد عن إشراق نور الرب!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي