No Script

رأي قلمي

مشروع مدته الحياة...!

تصغير
تكبير

يحتاج الممارس السياسي إلى امتلاك مهارات كثيرة، والمهارة هي القدرة على أداء المهمّات بجودة وإتقان خلال فترة زمنية معينة، وبتكلفة وجهد اقتصاديين. هناك مهارة كامنة في عمق الشخصية مثل سرعة البديهة وقوة الملاحظة، والمرونة، والقدرة على العمل ضمن فريق، والصبر، والمثابرة، والقدرة على إدارة الوقت. هذه المهارات أقرب إلى فطرة الإنسان وطبيعته، ويمكن صقلها وتحسينها.

وهناك مهارة تخصصية فإنها تُكتسب عن طريق التعلّم المنهجي والتدريب والممارسة، مثل القدرة على استخدام الحاسب، والتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وبرامج التصميم، وبرامج الأمن السيبراني.

والمهارات التي يحتاجها الممارس السياسي كثيرة منها: التخطيط الإستراتيجي. ومن المفترض أن يكون لكل ممارس للسياسة مشروع سياسي، أي نشاط يستهدف تحقيق مكاسب ذات طابع سياسي، مثل توسيع شريحة المؤيدين لبرنامج سياسي، أو إقناع الناس بالموافقة على تغيير دستوري ما، أو الفوز في انتخابات... وكل مشروع مدته الحياة يحتاج إلى رؤية إستراتيجية، تقوم عليها خطة إستراتيجية، ولا نجاح لأي خطة إستراتيجية إذا لم يخدمها تكتيك جيد، ولا قيمة لأي تكتيك إذا لم يكن في إطار خطة إستراتيجية.

والسؤال الذي لا يغيب عن ذهن أي إنسان واع ومدرك بحساسية الوضع السياسي في أي بلد، هل كل من تقلد وتصدر لمنصب سياسي لديه تخطيط إستراتيجي قبل موافقته على حمل الأمانة؟! أي هل قام بتحليل الوضع الراهن؟ وأدرك المعطيات الناجزة؟ وما هي أوراق القوة التي يملكها الممارس السياسي؟، إلى جانب الإلمام بالعقبات والتحديات التي تواجهه. وإن أراد أن يحدد وجهته بشكل جيد عليه أن يحدد موقعه أولاً.

قال نبينا، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، لأصحابه: «أحصوا لي كم يلفظ الإسلام؟» فقالوا يا رسول الله أتخاف علينا ونحن ما بين الستمئة إلى السبعمئة»... رواه البخاري ومسلم.

إنه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قد يجد نفسه مقبلاً على حرب أو معاهدة فيريد أن يعرف عدد أتباعه، وقد يكون أراد معرفة حجم إنجازاته الدعوية من خلال معرفة عدد المؤمنين به.

كلنا أمل بمن وافق على حمل حقيبة وزارية بأنه يمتلك مهارات كامنة في عمق شخصيته، ومهارات تخصصية، وأن لديه تخطيطاً إستراتيجياً يمكنه من تحديد رؤيته لنفسه أولاً، وللمواطنين في المستقبل. وتتم خدمة تلك الرؤية من خلال العمل على تحقيق الأهداف القريبة والبعيدة، والصغيرة والكبيرة، ووضع جدول زمني لذلك، لتحقيق أحلام وتطلعات المواطنين الكويتيين، لأنه من غير تحديد زمن للتنفيذ لا فائدة ولا جدوى من الخطة.

الأمانة ثقيلة وصعبة، نسأل الله لهم التوفيق والسداد بما ينفع البلاد والعباد.

M.alwohaib@gmail.com

mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي