No Script

رأي قلمي

شهية التساؤل...!

تصغير
تكبير

إنّ الأسئلة في حياتنا أهم من الأجوبة، والعثور على سؤال محوري يضيء بقعة عمياء في حياة الإنسان أصعب من الجواب عنه حين يُطرح، ونحن أحيانا نجفل من الأسئلة، لأنها قد تستدرج أجوبة مزعجة، أو مخيبة للآمال.

البارئ - عز وجل - فطرنا على التساؤل، ولهذا فإنّ أكثر من 80 في المئة من حوارات الأطفال مع الكبار يكون عبارة عن أسئلة واستفهامات ينتظرون الإجابة عنها، وكلّما كبرنا أكثر ضعفت لدينا الشهية للتساؤل، وهذا لا يعود إلى الفطرة، وإنّما يعود إلى التقاليد التربوية والاجتماعية.

في أيام الدراسة، وفي المجالس الاجتماعية تعودنا الإطراء والثناء على أصحاب الإجابات الجيدة، على حين تتلقى الأسئلة المهمة بنوع من الاستنكار والاحتجاج الصامت، لأنها تخلخل نظام الطاعة الأبوي الراسخ، حيث ساد في المجتمعات العربية اعتقاد بأنّ الصمت أمام الكبار من آباء ومعلمين هو التعبير الفصيح عن التقدير والاحترام.

التخلف يُخمد الشهية للتساؤل، حيث يخيّم السّأم واليأس من كل شيء، وحين يحدث تساؤل ما، فإن الحصيلة المعرفية المتجمدة والراكدة تقدم أجوبة مكرّرة، لا تسمن ولا تغني من جوع.

وإن أردنا فتح شهية التساؤل، لتشخيص أمراض البشرية وعللها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية، علينا بتفتيت قوالب التقاليد التربوية والاجتماعية التي تمنعنا من التساؤل، والشهية تفتح بالاستماع بل الإنصات لبعضنا، وإعطاء الفرص للتساؤل حتى وإن كان في رأي أحدنا غير مهم أو في غير محله.

M.alwohaib@gmail.com

mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي