No Script

على الهواء

مصر تتحدثُ عن نفسها

تصغير
تكبير

دُرّةٌ من دُرر الشاعر حافظ إبراهيم الوطنية أرسلها يوم أن أخفق عدلي باشا، رئيس وزراء مصر في 1921، عند مفاوضاته مع «كريزن» وزير خارجية بريطانيا وقتئذٍ وكانت بعنوان: (مصر فوق الجميع) تحدّث حافظ بلسان مصر، فذكرَ فيها أمجادها وعَراقتها وما أدّته للإنسانية وكفاحها ضد المستعمرين. وغنتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم لتكون صوت معركة القنال...

وقَفَ الخَلْقُ ينظرون جميعاً

كيف أبْنِي قواعدَ المجْدِ وَحْدي

وبُناةُ الأَهْرَامٍ في سالفِ الدَّهرِ

كفَوْني الكلام عنْد التَّحدِّي

أنا تاجُ الْعَلّاء في مَفْرِقِ الشَّرْقِ

ودُرَّاتُه فرائِدُ عُقْدِي

إنّ مجْدِي في الأُوليَاتِ عريقٌ

منْ له مثل أُوليَاتِي ومجدي

أنا إن قدّر الإله مماتي

لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي

ما رماني رام وراح سليماً

مِن قديم عنايةُ الله جُنْدِي

كم بَغَتْ دولةٌ عليّ وجَارَتْ

ثُمَّ زالَتْ.. وتلْكَ عُقْبىَ التَّعَدِّي

إنني حرةٌ كسرْتُ قيُودِي

رغْمَ أَنْفِ العِدَا وكسَّرْتُ قِدِّي

أتُرانِي وقد طويْتُ حيَاتِي

في مراسِي لم أَبْلُغِ اليوْمَ رُشْدِي

أمِنَ العدْلِ أَنَّهُمْ يَرِدُون المَاءَ

صَفْواً وأَنْ يُكَدَّرَ وِرْدِي؟

أَمِنَ الْحَقِّ أَنَّهُمْ يُطْلِقوُن الأُسْد

مِنْهُمْ وأَنْ تُقَيَّدَ أُسْدِي؟

نظَرَ اللهُ لي فأَرْشَدَ أَبْنائِي

فشَدُّوا إِلى الْعُلَا أَيّ شَدِّ

إنما الحقُّ قُوَّةٌ من قُوى الدَّيَّانِ

أَمْضَى من كلّ أَبْيض هِنْدي

قد وعدْتُ الْعُلَا بكلّ أبِيّ

من رِجالِي فأَنْجِزُوا اليومَ وَعْدِي

وارْفَعُوا دَوْلتي على العلْمِ والأَخْلاقِ

فالعلْمُ وَحْدَه ليس يُجْدِي

نحنُ نجْتَازُ موْقفاً تَعْثُرُ الآراءُ

فيه وعثْرَةُ الرَّأَي تُرْدِي

فقِفُوا فيه وَقْفَةَ الحزْمِ وارْمُوا

جانِبَيْهِ بِعَزْمَةِ المُسْتعِد

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي