No Script

على الهواء

أميركا وإسرائيل

تصغير
تكبير

أميركا دولة عظمى... لقد اخترقت السماوات لتصل إلى القمر... مع هذا فإنها تقف أمام اسرائيل موقف الأمر بالطاعة... المجند يُخيّر أولا في أميركا إن أراد الخدمة في إسرائيل أو في أميركا.

لقد بلغ الاستخفاف بالشعوب العربية صاحبة الحق الأوّل في أوطانها.

دخلتْ في مفاوضات مع فرنسا للاتفاق معها في تقسيم كل مناطق الشرق الأوسط، ما عدا فلسطين التي احتُفِظتْ بها للصهاينة.

لقد كلّفت بريطانيا سفيرها سايكس ليتفاوض باسم حكومته مع زميله الفرنسي بيكو، على إعداد نص معاهدة سرية، يتفق فيها الطرفان المتعاقدان على المناطق التي تحوي العراق وسورية ولبنان والأردن، في ما بينها، هي معاهدة (سايكس - بيكو) السرية في 1916 ... كشفتها الثورة البلشفية.

سنة 1917، سقط العراق تحت سيطرة الإنكليز، وسقطت فلسطين تحت الانتداب الإنكليزي، لتسليمها إلى الصهيونية العالمية... وسقطت سورية ولبنان تحت السيطرة الفرنسية، وظهر الدكتور روتشيلد ليساوم بالذهب لتغيير الخرائط.

لقد باعت بريطانيا ما لم تكن تملكه، كما يبيع اللص بضاعةً سَطا عليها واشترى الصهاينة بضاعة يعلمون مسبقاً أنها ليست ملكاً للبائع وليس له الحق في التّصرف فيها وبيعها.

وما إن وضعت الحربُ العالمية الأولى أوزارها وخرجت منها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، منتصرة حتى ضاعفت الصهيونية نشاطها، وحرّكت كل وسائلها لإنشاء دولة يهودية على أرض فلسطين.

وكان (وعد بلفور)، بمثابة حَجَر الزاوية في بناء صرح الدولة اليهودية.

فالعرب إذاً، دفعوا ثمن هذه الصفقة، ودفعوا دماء زكية إثرها كشهداء ولا يزالون يدفعونها بما يكلفهم تحرير فلسطين... وتقف أميركا بكل ثقلها لتثبيت الغرس اليهودي ومنع فلسطين من البقاء في أرضها.

أميركا بعظمتها تُخاطب المجنّد في أرضها إن كان يُريد أن يتجنّد في أميركا أو إسرائيل، وحسبها أن إسرائيل ولاية أميركية...

إن نُفوذ الصهيونية العالمية في الولايات المتحدة بات قوياً بشكل مكّن الصهاينة من البقاء في فلسطين.

كان الرئيس ويلسون، رئيسا لمؤتمر الصّلح، فأخذت الولايات المتحدة تلعب دوراً في المؤامرة الصهيونية ليزداد شيئاً فشيئاً، حاييم وايزمان عندما قابل الرئيس ويلسون باعتباره رئيساً لمؤتمر الصلح الذي اقترح أن تتولى بريطانيا الانتداب على فلسطين، فكان لها... وأصبحت الصهيونية لا تعتمد على بريطانيا فقط، بل أصبحت تعتمد على الولايات المتحدة الأميركية...

تقدمت اللجنة السياسية للمنظمة الصهيونية برئاسة حاييم وايزمان بمذكرة إلى السفير البريطاني مارك سايكس، عندما عهدت له حكومته سنة 1916 بمهمة إبرام معاهدة (سايكس بيكو) التي تنص على التالي:

- الاعتراف بالشعب اليهودي المتواجد في فلسطين، ومَن ينزح من يهود العالم إلى فلسطين.

- أن يمنح الإنكليز اليهود النازحين من العالم الإقامة والمواطنة.

- أن تؤيد بريطانيا إنشاء جمعية يهودية هدفها استعمار فلسطين وتكون الجمعية تحت الحماية البريطانية... وابتكرت بريطانيا مصطلح (العودة) إلى فلسطين رغم أنهم لا عِلمَ لهم فيها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي