No Script

إطلالة

«متى تتحرّك ضمائركم لنصرة غزة»؟

تصغير
تكبير

يعاني اليوم قطاع غزة، من أصعب الظروف الإنسانية، حيث انقطعت سُبل الحياة فيه، وارتكب الاحتلال الصهيوني الكثير من المجازر الدموية، حيث وصل إجمالي الشهداء إلى 22313، والمصابين إلى 57296 فلسطينياً إلى الآن، ولا نجد من الدول من يستطيع أن يوقف هذه الحرب التي أُريق فيها الكثير من الدماء الفلسطينية البريئة، منذ عملية «طوفان غزة» في السابع من أكتوبر الماضي.

يا أهل العرب ويا أهل الإسلام، أستحلفكم بالله ماذا تنتظرون؟ هل تنتظرون أن تُسوّى بهم الأرض ويموت كل مَن عليها، أم أن هناك لعبة سياسية قذرة لا نفهمها؟

حقيقة، أنا أستغرب من هذا الصمت المريب الذي تمارسه دول العروبة والإسلام، فإخوانكم في غزة يُبادون في كل يوم من أنواع متعددة من القنابل والمدفعية وشظايا الانفجارات والصواريخ التي تحوّل الأرض إلى سائل، بينما لم نرَ جيوشكم وأسلحتكم العربية تتجه إلى أعدائنا، جيش الاحتلال!

إنّ أهل غزة ينادونكم للمساعدة، ويصرخون من حرارة الحياة في كل يوم، ولم يبادر بمساعدتهم إلّا مَن رحم ربي...

إنّهم محرومون من أبسط متطلبات الحياة، وجيش الاحتلال يتعمّد حرمانهم من العيش بكرامة من خلال منع المياه والكهرباء، ومنع الطعام والأدوية من القطاع حتى تنعدم سُبل الحياة فيه إلى أن جاء اليوم الذي انتشرت فيه المجاعة والعطش الشديد، فبعضهم لم يذق الطعام لأيام، وبعضهم لم يأكل من أجل إطعام أُسرته، وبعضهم لم يستحم ولم يذق الماء بسبب نقص المياه في غزة، وبعضهم بدأ يأكل لحم الحمير بسبب نقص الطعام!

فيا أمة محمد، هل يعجبكم ما نسمعه ونراه من قصص وحكايات مُؤلمة تنفطر لها القلوب؟ أين ذهبت إنسانيتكم بعد أن ضاقت المقابر من كثرة الموتى الشهداء؟ وأين ضمائركم الحية وأنتم تشاهدون إخوانكم الجرحى والمصابين بين الحياة والموت بسبب هذه الأسلحة الفتاكة التي فتكت بأجسادهم، لتجعلهم أشلاء بين الركام والشوارع؟

وأين ذهبت رحمتكم وأنتم تشاهدون المباني والبيوت والمساجد والمستشفيات وهي تُقصف لتتحول إلى ركام، فإن لم تحرك ركام المساجد (بيوت الله) ضمائركم، فما الذي يحرّكها يا أهل الإسلام؟

لقد اغتيل خطيب المسجد الأقصى يوسف سلامة من قِبل قوات الاحتلال، وأُصيب أفراد أسرته في قصف جوي وغارة صهيونية على منزله وسط القطاع، وغداً ستطول أيديهم النجسة بيوت الله جميعاً وسيأتي دور المسجد الأقصى إن سكتم عن ذلك...!

يقول أحد الصامدين في غزة في رسالة إنسانية إلى العالم قبل أيام:

«أيها الشعب المسلم، إنني مسلم مثلكم، ونحن لسنا بكفار حتى تتركونا في غزة وحدنا، والله نحن مسلمون، ألا يكفي ما يحدث لنا اليوم كمسلمين، فالناس تموت في غزة على البطء حتى امتلأت المقابر وأصبح الموتى يدفنون بجانب المدارس وفي الشوارع والناس هنا لا تعرف مصير أولادها إلى أين»؟

ويضيف«10 آلاف فرد من المفقودين لحد الآن والجثث تحللت. ثم يقسم بالله إنّ القطط والكلاب بدأت تأكل لحم الموتى، فأين ذهبت ضمائركم مما يحدث لنا هنا في الحرب؟ هل ماتت ضمائركم؟ وإلى متى الخوف؟ أرجوكم ارحموا شعباً يدافع عن شرف الأمة كلها، فالقدس ليست لفلسطين، بل لكل المسلمين، فلماذا تركتمونا نعاني لوحدنا، ولماذا خدلتمونا... والله عيب... فنحن إخوة، عيب أن نُترك لمدة 82 يوماً والناس تموت من الحرب الصهيونية، فإن لم تمت من الحرب فسوف تموت من الجوع».

ويؤكد«لا يوجد غذاء ولا ماء ولا مساعدات من 22 دولة مسلمة في العالم... الله أكبر... أقسم بالله إنّ سكان منطقة جباليا أكلت لحم الحمير، وفي الشمال ماتت من الجوع، وفي بيت حانون الوضع كارثي هناك».

ومن خلال رسالته يناشد كل مسلمي العالم، ويقول«إننا مسلمون مثلكم ولسنا كفاراً، ولذلك سوف تُسألون عنّا أمام الله، ويكون خصمكم يوم القيامة هم أطفال غزة».

ويختم رسالته بقوله «يا رب ما لنا سواك أنت الذي خلقتنا وأنت أولى فينا...».

نعم إنها رسالة إنسانية يتمنّى وصولها إلى كل الشرفاء في بقاع الأرض، فهل وصلت؟

ولكل حادث حديث...

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي