No Script

أضواء

يوشع في الثقافة الصهيونية الإرهابية

تصغير
تكبير

يوشع بن نون، هو الفتى الذي اصطحبه موسى عليه السلام في رحلته إلى الخضر... جاء ذِكره في القرآن «وإذ قال موسى لفتاهُ لا أبرحُ حتى أبلغَ مَجمعَ البحرينِ أو أمضِي حُقُبا» الكهف 60.

وليوشع أو يشوع كما يسميه اليهود، سفر في التوراة، يتحدث فيه عن فتحه لبيت المقدس بعد وفاة موسى وأخيه هارون، عليهما السلام، في التيه. وجاء فيه أن الرب أمره بحرق المدينة وقتل ما فيها من إنس وحيوان، حيث يخبر السفر صنيع جيشه في معركة أريحا «وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحدّ السيف».

«وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها، إنما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد جعلوها في خزانة بيت الرب». لينتهي المشهد بمقتل جميع سكان المدينة وحيواناتهم، وهي قصة لا بد أن تكون من نسج الخيال المريض للكهنة لأن الرب لا يمكن أن يأمر بقتل الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ، فضلاً عن قتل الحيوانات الأليفة التي لا يستغني الإنسان في معيشته عنها فهي مصدر طعامه وأثاثه ووسيلة انتقاله وتعتبر غنائم حرب ثمينة.

وهي رواية لا تختلف عن الكثير من روايات الأسفار التوراتية التي طرأ عليها التغيير والتحريف والتعارض والتي تمثل بجملتها التوراة الحالية التي جمعها عزرا الكاهن بعد الأسر البابلي في القرن الخامس قبل الميلاد.

كانت العصابات الصهيونية قبل إنشاء الكيان الصهيوني في 1948 تبرّر المذابح التي كانت ترتكبها ضد الفلسطينيين بأنها من تعليمات الرب وتدعي أنها تسترشد بقائدهم يوشع بن نون.

وبعد إنشاء الكيان الصهيوني، اتخذ بن غوريون، وهو من مؤسسي الكيان، من شخصية يوشع بن نون بطلاً أُسطورياً لكيانه وحرص على تدريس سفره كعقيدة عسكرية في الجيش الصهيوني. كما فرضت نصوص من سفره في مراحل التعليم المختلفة من أجل زرع بذور الانتقام من العرب في أجيال الصهاينة.

في كتابها «جيل يشوع» تشير الكاتبة هافرلوك إلى «أن نصوص سفر يوشع استلهمها الصهاينة لتبرير حروبهم ضد الفلسطينيين وكذلك لسياسات الاحتلال والعسكرة والحصار والحرمان والقيود التي فرضت على الفلسطينيين». وهذه السياسات واضحة في الحرب الحالية على غزة من حصار وحرمان من الماء والكهرباء والغذاء وقصف بقنابل ثقيلة عشوائية يسقط على إثرها قتلى كثيرون من الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وتؤدي إلى تدمير البنية التحتية والمستشفيات والمدارس والمباني السكنية.

يقول المحلل الصهيوني إلياهو يوسيان: «يجب أن نسوي غزة بالأرض ونقتل أكبر عدد ممكن، كل امرأة عدو، وكل طفل رضيع، وكل مسن، وكل امرأة حامل... الطفل الذي تراه يحمل شوكولاتة اليوم، غداً سيحمل كلاشنيكوف».

وكأنه يستحضر سفر يوشع بن نون، ليثبت أمام العالم أنهم عصابة من القتلة المارقين التي لا تتردد عن ارتكاب الفظائع ضد البشرية تحت ذريعة تنفيذ أفعال يوشع بن نون المفترى عليه من قبل حاخاماتهم الدجالين...

ولا يخفى أيضاً، دور الرئيس الأميركي جو بايدن في تشجيع العصابات الصهيونية على ارتكابها جرائم إبادة في غزة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي