No Script

ربيع الكلمات

«ابدأ وخطط للعام الجديد»

تصغير
تكبير

«التخطيط هو فن ارتكاب الأخطاء على الورق»... بيتر دراكر

مع بداية العام الجديد، نلاحظ البعض يبحث عن الأبراج، وتجد مهنة التنجيم رائجة في المجتمعات المتخلفة، والسبب أن هذه البيئات بالكاد تجد من يخطط لحياته بكل جد واجتهاد، لذلك هو يلجأ لطرق أخرى للتنفيس عن نفسه وهو قاعد لا يعمل أي شيء.

هناك نوع آخر من الناس، مجد مجتهد يجيد التخطيط لحياته وعلى كل المستويات... هؤلاء الناس هم من أمهر صناع الحياة.

وإذا كنت لا تعرف كيف تخطط لحياتك فهناك العديد من البرامج والكتب التي ترشد كيف تبدأ وبشكل متدرج، وقراءة كتب السير الذاتية للمجال الذي تود أن تكون فيه يختصر عليك الكثير من الوقت والجهد والمال، وتتعرف أكثر على هذا التخصص وايجابياته وسلبياته.

لماذا يجب علينا أن نخطط لحياتنا ؟

لأن الوقت أغلى من كل شيء، والذين يقولون الوقت من ذهب مخطئون، والسبب أن الوقت أغلى من كل شيء وإذا ذهب لا يعود. والأيام تمر والحياة تسير سواء خططنا لها أم لا، ولكن قلة هم الذين يخططون لحياتهم، وبالتالي يحققون ما يريدون في هذه الحياة، لأن القاعدة تقول ما تفكر فيه تحصل عليه وحياتك من صنع أفكارك.

ويقول ابراهيم الفقي «الشخص الذي لا يخطط قد ينجح لكن الصعوبات والعقبات والمشاكل التي تواجهه تكون أكثر وأشد من التي تواجه الشخص الذي لديه خطة وهدف واضحان. وليس من الحنكة أو الذكاء أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير».

ولن يكون هناك تخطيط أو تغيير حقيقي إن لم تكن هناك نية ورغبة صادقة للتغيير من الداخل أولاً، وتذكر دائماً بأنك أنت المسؤول عما يحدث لك، وكل ما يحدث لك الآن هو عبارة عن أعمالك وإنجازاتك السابقة.

وتذكر دائماً أنه «إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل». وإذا لم تكن هناك خطة مكتوبة فلن تكون هناك نتائج، دون ما تريد، اصدق مع نفسك، أخبر نفسك من خلال الكتابة بما تريد ثم ذكّر نفسك بقراءة ذلك دورياً.

إن الحياة جميلة للمجتهد، ممتعة للذي يعرف ماذا يريد، وهي بحاجة إلى الجد والتفاني والعمل الدؤوب، بالإضافة إلى إضفاء شيء من التفاؤل والمرح عليها للاستمتاع بها، وعلى الإنسان أن يراجع نفسه بين الحين والآخر، ويحاول أن يوجد التوازن بين الجسم والروح والعاطفة.

علينا أن نستقبل العام الجديد 2024 بالتخطيط السليم، وتجهيز الورقة والقلم لكتابة الوجهة التي نريد الوصول لها أو الصورة النهائية، وأن نعيش في كل لحظة على أنها أجمل لحظة في الحياة.

معنى ذلك أن نستمتع بالحياة، والإنسان الذي يريد أن يكون لديه مشروع تجاري، ستجده يعد الخطط ويفكر بالليل والنهار في هذا المشروع، ويعمل الجدوى الاقتصادية ويستمع لرأي المختصين... إذن، إذا كان كل هذا مع المشروع الصغير، فكيف الحال بالحياة؟ ألا تستحق منا أن نخطط لها، إن الحياة التي لا نخطط لها لا تستحق أن نكون فيها ونعيشها.

ومن المهم أن تكون أهدافنا وخططنا المستقبلية مبنية على المبادئ والقيم، لأن من دون هذه المبادئ والقيم لا يمكن النجاح على المدى الطويل، بحيث تكون الرؤية والرسالة والأهداف مبنية على هذه المبادئ والقيم، وعلينا أن نفكر جيداً بأن «الأداء السريع ليس بديلاً للأداء الصحيح».

ويقول الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز:

«إن لي نفساً تواقة، وما حققت شيئاً إلا تاقت لما هو أعلى منه، تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبدالملك بن مروان فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، والآن تاقت نفسي إلى الجنة فأرجو أن أكون من أهلها».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي