No Script

أضواء

خدعة لا دين في السياسة

تصغير
تكبير

يعتقد الساسة العلمانيون العرب، أن خلط الدين بالسياسة خطيئة كبرى، ولذلك يتجنّبون استخدام الدين في صراعنا العربي مع الصهاينة المحتلين.

وعلى النقيض من ذلك، فإن الساسة العلمانيين الأوروبيين والأميركيين يتخذون الدين مبرّراً «كافياً» في إقامة الكيان الصهيوني والمحافظة على بقائه.

منذ قرنين استطاع البروتستانت الإنجيليون في بريطانيا، تأسيس فكرة تهجير اليهود إلى فلسطين بناء على نبوءات دينية يرون فيها أن عودة المسيح مرة ثانية مرتبطة بإقامة كيان يهودي في فلسطين، ونشطوا في نشر هذه الفكرة بين أتباعهم كما طرحوها على الساسة الذين استحسنوها لأنها تخدم مصالح إمبراطوريتهم في المنطقة.

وتكمن خطورة هذه النبوءة في كونها تعبّر عن مشيئة الرب وأن تحقيقها أمر لا مفر منه ولا يهم ما يحل بالفلسطينيين أصحاب الأرض من مآسٍ ومعاناة عندما يدعمون الصهاينة المحتلين.

مع أن نبوءة عودة اليهود إلى القدس لا تلقى قبولاً عند رجال الدين الكاثوليك الذين يرون أن القدس وصهيون مكانان مفتوحان للنصارى في السماء وليس مكاناً محدداً على الأرض حتى يسكنه اليهود بصورة مطلقة، ما يدل على أن تلك النبوءات هي تخرّصات من قبل الإنجيليين وحدهم دون الكاثوليك.

كان وعد بلفور 1917 بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين إنجازاً كبيراً للإنجيليين، وكان إيذاناً ببدء معاناة الفلسطينيين من قتل وتشريد على أيدي الصهاينة المحتلين. ومع ذلك لم ينزل مسيحهم بعد إعلان إقامة الكيان الصهيوني في 1948!

ومن حماقات الإنجيليين وعلى رأسهم بيلي غراهام وكان يعمل قسيساً كمستشار ديني في البيت الأبيض أن «معركة هرمغدون» في فلسطين كنبوءة دينية تمهد لنزول المسيح وتقع في آخر الزمان بين المؤمنين المسيحيين من جهة والكفار من الاتحاد السوفياتي وحلفائه العرب من جهة أخرى.

وتكمن الحماقة في مغزى عودة المسيح بعد خراب الأرض وموت سكانها بالأسلحة النووية بمن فيهم المؤمنون الذين جاء المسيح لإنقاذهم؟ ثم يأتي انهيار الاتحاد السوفياتي ليكشف حقيقة الدجل الذي كان يسوّقه الإنجيليون باسم النبوءات المقدسة.

ويعتبر الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريغان من المؤمنين بهرطقات الإنجيليين، وقد عبّر عن ذلك في العام 1980 بقوله «إننا قد نكون الجيل الذي سيشهد معركة هرمغدون»... ومات ريغان ولم تقع المعركة.

لا يختلف الرئيس الديموقراطي العجوز جو بايدن عن سلفه ريغان، في إيمانه بالحماقات الإنجيلية، فهو يدعم الإرهابي بنيامين نتنياهو ويحثه على تدمير غزة تحت ذريعة تنفيذ مشيئة الرب.

وإنه لأمر غاية في الفظاعة والعدوانية أن الساسة الأميركيين لا يعرفون الربّ إلاّ في شن الحروب ونشر الخراب على كوكب الأرض، ومن المؤكد أن لعنات الرب ستظل تلاحقهم واليهود على جرائمهم في حق البشرية. لو لم يقحم الدين في السياسة ما حرّر صلاح الدين الأيوبي، رحمه الله، بيت المقدس من أيدي الصليبيين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي