No Script

إطلالة

رحل القائد الحكيم... فخيّم الحزن على البلاد

تصغير
تكبير

إنّ لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

فوجئنا بقضاء الله وقدره بخبر وفاة سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، القائد الحاكم الإنساني الحكيم الذي أفنى عمره خدمة للكويت وأهلها، فكان خلال توليه الحكم كالوالد الحنون على شعبه، حريصاً على رعايتهم وعلى أمن البلاد واستقرارها، ففي قيادته الحكيمة شهدت الكويت العديد من التنمية والازدهار والعديد من الإصلاحات السياسية المنيرة.

كان يتميز سموه بشخصيته الهادئة الرزينة وفي مواقفه الإنسانية عند تطبيق العدل والمساواة بين المواطنين، فكانت مسيرته حافلة بالتضحية والعطاء والوفاء للوطن، ومسيرة مليئة بالإنجازات التاريخية على مدى سنوات من عمره، ومن خلال هذه الإنجازات العظيمة ترك سمو الأمير الراحل أثراً كبيراً في قلوبنا، طيّب الله ثراه. لذلك، علينا أن نعزي أنفسنا والشعب الكويتي بأطيافه كافة بهذا المصاب الجلل، ونستذكر المواقف التاريخية الطيبة لأمير الكويت الراحل تجاه شعبه الوفي الذي التف حوله ليرى إنجازاته العظيمة في أعمال حكمه والتي أدت إلى بناء واستقرار وازدهار البلاد، الأمر الذي حظي سموه بمحبة كبيرة في نفوس أهل الكويت خاصة وأهل الخليج عامة، حتى نال سموه الراحل محبة وثقة العالم بأسره، فكيف لا تعتصر قلوبنا حزنا لهذا المصاب الجلل وقد ترك لنا أثراً طيباً في مكارمه التي سطّرت في ذاكرة الوطن بحروف من نور.

إنه الأمير الزاهد، إنه القائد الذي كان بيته بوسط بيوت الشعب، وعندما سألوه: أمام مَنْ يضعف الشيخ نواف الأحمد، قال: أضعف أمام الله سبحانه وتعالى ولكن عندما أفقد عزيزاً لديّ، وعندما أرى شيخاً كبيراً يطلب المساعدة في أي شيء... أضعف أمامه.

وقال أيضاً: أضعفُ أمام طفل مريض يتألّم، ولا نعرف شنهو اللي فيه؟! وهذا اللي آنا ما أطيقه الحقيقة وبضعف أمامه... والهدف الذي أريده أن يتحقق هو رضا الله سبحانه تعالى عليّ ورضا الناس، والحمد لله والشكر... ثم قال في مقابلة شخصية: رسالتي... أتمنى أن يتمسك الناس بمبادئ ديننا الحنيف الذي يحض على مكارم الأخلاق، وأن يتسلحوا بسلاح العلم والمعرفة. لذلك، كان سموه، رحمه الله، يُصلي مع عامة الناس دائماً، وكان كثير التواجد في مسجده (مسجد بلال بن رباح) في منطقة الصديق، فكيف لا نفتقدك ونفقد مكانك في زاوية المسجد بعد أن اعتاد الناس من المصلين أن يشاهدوك جالساً على الكرسي الأحمر، وتقرأ كتاب الله الكريم بين فترة وأخرى، ثم تسلّم على الأطفال الصغار قبل الكبار، وتمشي وحيداً بلا موكب ولا جمهرة، لأنك كنت تضع مخافة الله نصب عينيك، فلن ننسى وقفتكم الإنسانية مع الشعب ومع أبنائك المهجّرين حينما عَفْوت عنهم بمكرمة أميرية كريمة ترسيخاً للتسامح والتسامي قبل رحيلكم المؤلم بما لها من رؤية أبوية سامية تنم على إنسانيتكم العظيمة...

رحمك الله يا أمير التسامح والعفو، يا صاحب الأيادي البيضاء وصاحب العطايا الإنسانية، رحمك الله يا أبا فيصل، اللهم قد هديتنا إذ علّمتنا أن المؤمن إن أصابته ضرّاء «صبر».

اللهم أنت العليم بأن مصابنا في رحيل أميرنا نواف الأحمد، لجسيم، وان رزأنا به لعظيم، وأن فراقه لموجع أليم، اللهم قد استودعنا بجوارك وحماك مَن كان أميرنا الحكيم ووالدنا الحليم، فنسألك اللهم له قبول الصالحين وجنة عليين، وجزاء اليمين... اللهم آمين.

(إنا على فراقك يا أبا فيصل لمحزونون) ولكننا نؤمن بكتابك الكريم حينما قلت فيه سبحانك: «إنّ المتقينَ في جنات ونَهر، في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر». صدق الله العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون،

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي