واجه صعوبة في تركيب عزف اللحن بريشة العود مع الإيقاعات
العازف الأميركي غابرييل لافين لـ «الراي»: سمعت فن الصوت وعشقته... فقدمت إلى الكويت وتعلمته
- تعلمت فن الأصوات والعدنيات بشكل أكبر أثناء زيارتي الثانية للكويت في العام 2016
- الصوت فن عريق وجميل وأصلي وشامل... لذا لم أستشعر ضرورة لأضيف له شيئاً
- هذه الفنون مجهولة نسبياً لدينا حتى من داخل أوساط الموسيقى العربية في أميركا
- لدي حفل في بروكلين سأقدم فيه لحن صوت عربي للفنان عبدالله الفرج مع العود والمرواس
هل تخيلت يوماً أن تسمع فن الصوت بحرفية عالية من موسيقي أميركي؟
الخيال بات واقعاً مع الموسيقي غابرييل لافين، عازف غيتار الجاز، الذي غاص في هذا العالم الفني حباً وعشقاً به، حتى أتقنه باحترافية عالية.
لافين، وفي حواره مع «الراي»، كشف عن أن أصدقاءه الكويتيين والسعوديين أيام مرحلة دراسة البكالوريوس في الولايات المتحدة الأميركية هم الذين عرفوه على الفنون الموسيقية الخليجية، ومنها كانت شرارة الانطلاق التي جعلته مُلمّاً في هذا الفن، حيث أشار أنه سافر في البداية إلى سلطنة عمان عام 2015 للقيام ببعض الدراسات والأبحاث عن آلة العود والموسيقى الخليجية، ثم زار الكويت والتقى بعدد كبير من الفنانين والدكاترة والمتخصصين في مجال الموسيقى.
كما أوضح لافين أنه خلال تواجده في الكويت تعمّق في فن الأصوات والعدنيات، واستفاد كثيراً من نصائح كبار الفنانين الكويتيين المتخصيين بهذا المجال خلال تحضيره رسالة الماجستير، مشيراً أنه في العام 2017 أخذ بزيارة الديوانيات المتخصصة بتقديم فن الأصوات، مثل ديوانية «أهل المرواس» و«الماس» و«فرقة بن حسين»، إلى جانب أمور أخرى عديدة، منها الإشارة إلى الصعوبات التي واجهته في البدايات، وحفله الموسيقي الذي سيحييه غداً في بروكلين بمدينة نيويورك، وأمور أخرى عديدة في ما يأتي تفاصيلها:
• أين وكيف تعلمت فن الصوت الذي يعتبر واحداً من أصعب الفنون القديمة في المنطقة ؟
- المرة الأولى التي سمعت بها فن الصوت كانت خلال فترة دراسة البكالوريوس في الولايات المتحدة الأميركية بالعام 2010، وحينها كان لي أصدقاء من الكويت والسعودية، وهم من عرفوني على الفنون الموسيقية الخليجية عامة. وفي العام 2015، ذهبت إلى سلطنة عمان لأقوم ببعض الدراسات والأبحاث عن آلة العود والموسيقى في منطقة الخليج العربي، كما زرت الكويت وحللت ضيفاً على الدكتور محمد باقر الذي عرفني على عدد من الباحثين والعازفين الكويتيين منهم علي السماك ويوسف السريع وفتحي الصقر والدكتور فهد الفرس والدكتور أحمد الصالحي.
• وما الذي حصل بعد ذلك؟
- بدأت أتعلم وأتعمق في فن الأصوات والعدنيات بشكل أكبر خلال زيارتي الثانية للكويت في العام 2016 والتي امتدت 3 أشهر. وحينها كنت أحضّر رسالة الماجستير عن الموسيقى في الكويت والخليج واليمن، فحظيت بفرصة الجلوس والتحدث مع كبار الفنانين الكويتيين في هذا المجال، الذين تشرفت بصداقتهم الفنية الطيبة مثل راشد الحملي، محمد الحمد، ناصر بوعوض، سلمان العماري، صلاح حمد الخليفة، صالح الجريد، يوسف الجده وغيرهم، إذ لم يبخلوا عليّ بالمعلومات والنصائح.
• هل قمت بزيارة الدواوين؟
- نعم، ففي العام 2017 زرت الدواوين المختصة بتقديم فن الأصوات، أهمها ديوانية «أهل المرواس» التي يشرف عليها عبدالله الجده وزملاؤه، كما زرت ديوانية عائلة الماص، وديوانية فرقة بن حسين حيث استمتعت بضيافتهم الكريمة، وقابلت عدداً من الفنانين المميزين من الكويت واليمن. ومن خلال كل تلك الزيارات واللقاءات وتجارب العزف بدأت أتعلم ألحان الأصوات على وقع ايقاعاته، و مازال المشروع مستمراً.
• ما الصعوبات التي واجهتك في مرحلة البدايات؟
- أصعب شيء كان تركيب عزف اللحن بريشة العود مع الإيقاعات، وربما هذا كان مشروعاً صعباً لأنني لست مغنياً ولا أفهم كثيراً ما يُقال في الأشعار الغنائية.
• من هم أصدقاؤك في المجال الفني الكويتي؟
- الحمدلله لي عدد كبير من الأصدقاء والزملاء الذين تعرفت عليهم خلال زياراتي للكويت، وكل واحد منهم ساعدني وأثّر على رحلتي الفنية والأكاديمية بشكل إيجابي، حتى أخشى أن أنسى ذكرهم كلهم. إذ غير الأسماء التي سبق وذكرتها هناك الأساتذة الفنانين المبدعين خالد البناي ومبارك بوعيد وفهد الرويبخ وعبدالله الملا والدكتور ضاري الرشيد وأيمن بوغيث وبدر بوغيث ودانة الرشيد وفيصل خاجه وشيخة الوتيد ويوسف ياسين وحصة الحميدي، كذلك بعض الأصدقاء الفنانين غير الكويتيين، فمن سلطنة عمان يوسف اللويهي، والسعودية الشرقية محمد السويح (أبو ريم) وخالد أبوصالح.
• لاحظنا أنك تعزف برفقة عازفين ليسوا من منطقة الخليج، لكنهم يتقنون إيقاع فن الصوت بشكل ممتاز، فكيف حصل هذا التناغم؟
- هم مجموعة من الإيقاعيين البارزين في مجال الإيقاعات الشرقية والغربية في مدينة نيويورك، ومن خلال خبرتهم الواسعة تعلموا إيقاع الصوت بسهولة، بعدما أن علمتهم كيفية عدّها على ضروبها وأوزانها المختلفة.
• هل لمست تفاعلاً من قبل المجتمع الأميركي لهذا اللون الفني الكويتي؟
- مع الأسف، هذه الفنون مجهولة نسبياً لدينا حتى من داخل أوساط الموسيقى العربية في أميركا، حيث إن معظم المطربين والعازفين هنا يقدمون فنوناً من بلاد الشام ومصر فقط. لكن هناك بعض الفنانين من الكويت ودول الخليج كعازف الغيتار الكويتي يوسف ياسين وعازفة العود العمانية أمل وقار يقدمان أصواتاً بشكل وأسلوب مختلفين على مسارح أميركا.
• حدثنا عن حفلك الموسيقي الذي ستحييه في بروكلين بمدينة نيويورك، وتقدم خلاله فن الصوت العربي؟
- سيكون موعد الحفل غداً، وسيشاركني في إحيائه جميع الموسيقيين الذين ظهروا معي في مقطع الفيديو، كما سيكون هذا الحفل المرة الأولى التي أقدم فيها فن الصوت على أي مسرح، سواء في أميركا أو في الوطن العربي. إذ سأقدم لحن صوت عربي للفنان عبدالله الفرج كمقطوعة موسيقية (قطعة موسيقية من دون غناء) مع العود والمرواس.
• هل تعتقد أن فن الصوت سوف يجذب الشعب الأميركي؟
- معظم الأميركيين والعرب المقيمين هنا والمنحدرين من أصول ليست خليجية، عندما أسمعتهم فن الأصوات أعجبوا به وانطربوا على نغماته، وبسبب ذلك أعتقد أن هذه الجماهير سوف تكون مرحّبة ومتحمسة لأن تسمع وتحضر عروضاً لفن الصوت في المستقبل.
• هل فكرت في الدمج بين الفن الغربي وإيقاع فن الصوت؟
- فكرت كثيراً حول مشروع يكون من تأليفي كذلك، لكنني لم أصل إلى مرحلة البدء فيه، والسبب أن الصوت فن عريق وجميل وأصليّ وشامل، كما لم أستشعر ضرورة لأضيف له شيئاً.
• ما الذي تطمح إليه على الصعيد الفني؟
- أتمنى الاستمرار في إحياء حفلاتي التي أقدم فيها أنواع الموسيقى الشرقية والعربية، وكذلك أعمالاً من تأليفي، وأن أكوّن فرقة قادرة على أداء الإيقاعات الخليجية واليمنية لكي نستمر بتجارب إبداعية جديدة، خصوصاً أنني في الأساس عازف غيتار الجاز.
للكويت مكانة خاصة في قلبي
أكد غابرييل لافين أنه درس وتعلم في أكثر من بلد عربي، وكوّن خلال ذلك صداقات كثيرة في كل منها، لكن الكويت تبقى لها مكانة خاصة في قلبه، بقوله «فنونها وأهلها كانوا معي منذ بداية مشروعي الفني مع العود والموسيقى العربية وحتى تعلمي اللغة العربية التي أفتخر أنني أتقنتها اليوم، حيث إن أول لهجة عربية تعلمتها كانت الكويتية. غير ذلك كله، فالكويت تعتبر منبعاً مهماً للفنون في المنطقة، وهذا باعتقادي يرجع إلى ثقافة الديوانية التي هي مركز اجتماعات الفنانين».