أصحاب الهمم العالية والآمال الغالية يجدون ويجتهدون من أجل تحقيق أهداف ناصعة البياض تعمل على النمو والتقدم والازدهار والمشاركة الفعالة من أجل تطور مجتمعاتهم.
إنهم يفكرون من أجل الإبداع ويبدعون في سبيل التطور، فقد وضعت المنظمة الأممية يوماً لهم تسلط فيه الأضواء على فاعليتهم الطيبة وإشاراتهم الرشيدة وهديهم المبدع.
لذلك، وضعت الثالث من ديسمبر من كل عام يوماً عالمياً منذ عام 1992 لدعم ذوي الإعاقة ويهدف إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، كما يدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في ادخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.
وقد اهتمت هذه الديرة الحبيبة بالأبناء من ذوي الهمم فأصدرت قانونين:
أولهما:
قانون رقم (49/ 1996) في شأن رعاية المعاقين، والذي تضمن تقرير مزايا وحقوقاً لرعاية المعاقين.
وثانيهما:
قانون رقم (8/ 2010) في شأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والذي تضمن في طياته النصوص التشريعية التي تمنح الأشخاص ذوي الإعاقة كل الحقوق المدنية والسياسية وتضمن تمتعهم بها دون تمييز وبمساواة مع غيرهم، فضلاً على توفير كل الترتيبات التيسيرية اللازمة لضمان ممارستهم لحقوقهم في التعليم والعمل والصحة، وجميع الحقوق الأخرى التي تضمنها القانون في فصوله كافة من خدمات وحقوق ومزايا مادية وكذلك تأهيلهم وتعليمهم وتشغيلهم لضمان دمجهم في المجتمع بناء على ما يمتلكون من قدرات واستعدادات ومواهب كي يساهموا في بناء صرح مجتمعاتهم.
ونحن في اليوم العالمي لذوي الإعاقة نبتهل إلى الله العلي القدير لجميع أصحاب الهمم بالصحة والعافية، وللمربين الأكفاء الذين ساهموا في تربيتهم وتنشئتهم وتأهيلهم، ونذكر في هذا المجال المؤسس الأول لتربية ذوي الاحتياجات الخاصة الاستاذ/ عبدالعزيز الشاهين، رحمه الله.
والاستاذ/ محمد الحميدي، الذي استكمل المسيرة ويعتبر عهدهُ هو الميلاد الثاني إن صح التعبير للتربية الخاصة حيث وضعت لوائح القوانين لقبول التلاميذ في المدارس وقبول غير الكويتيين.
وهو الذي أشار إلى ادخال لغة الإشارة في نشرات الأخبار في التلفزيون.
وكذلك تشجيع المعلمين المكفوفين على التعليم في مدارس التعليم العام، ونذكر في هذا الصدد المربية الفاضلة الأستاذة سعاد إبراهيم الفارس، التي جدت في هذا المضمار واجتهدت وعملت على تكوين اللجان والمؤتمرات في شأن دمج ذوي الحاجات الخاصة في المجتمع.
ولا ننسى جميع الزملاء الأعزاء الذين ساهموا في تنمية وتربية وتنشئة وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنهم الأستاذ/ زيد فهد المزيد، مدير مدرسة النور سابقاً، والأستاذ/ فاضل علم دار، مدير مدرسة الأمل سابقاً، والاستاذ/ حسين نوشاد، مدير مدرسة الرجاء سابقاً، وجميع من أبدى رأياً أو قدم دراسة تعمل على تنمية الأبناء من ذوي الهمم.
نسأل الله الكريم أن يوفقهم ويحقق آمال ذوي الهمم، ولذوي الهمم في غزة من آلاف الأطفال الذين منعت عنهم حضاناتهم لكي يقضوا شهداء وهم في مهدهم، والأطفال الذين يعيشون حالات مأسوية من المرض والألم والبؤس والشقاء.
ولسان حالهم يقول:
أين ضحكي وبكائي
وأنا طفل صغير؟
أين جهلي ومراحي
وأنا غض غرير؟
أين أحلامي وكانت
كيفما سرت تسير؟
كلها ضاعت
ولكن كيف ضاعت؟
لست أدري!