الرئيس الإقليمي لبعثة «الصليب الأحمر» يؤكد أن القضية تحظى باهتمام كبير وتتابع بصمت

مامادو سو لـ«الراي»: ملف المفقودين الكويتيين لن يُغلق... طالما هناك عائلات لم تجد أحباءها

مامادو سو
مامادو سو
تصغير
تكبير

- مجلس التعاون الخليجي نظام بيئي رائع مهتم بالعمل الإنساني
- اللجنة الدولية أول من يستجيب للطوارئ وآخر من يغادر في أي نزاع
- موجودون في أكثر من 100 بلد ولدينا نحو 20 مليون متطوع ما يجعلنا أكبر شبكة إنسانية عالمياً
- حيادنا يمثل قيمة مضافة فاللجنة الدولية لا تنحاز إلى أي طرف في النزاع
- مأساة إنسانية لا تطاق تتكشف أمام أعيننا في غزة بسبب الأعمال العدائية

شدّد الرئيس الإقليمي لبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدول مجلس التعاون الخليجي، مامادو سو، على أن «قضية المفقودين الكويتيين، نتيجة الاحتلال العراقي، موضوع يحظى باهتمام كبير، وتتم متابعته بكثافة واتساق ولكن بصمت»، مضيفاً «نلتقي بانتظام مع الكويتيين والعراقيين والسعوديين والبريطانيين والأميركيين، حول موضوع المفقودين».
وقال سو، في لقاء مع «الراي»، إن «هذا الملف لم يغلق، وطالما أن هناك عائلات لم تجد أحباءها سنستمر، لأن من حق العائلات أن تعرف مصير أحبائها، ونأمل في إحراز المزيد من التقدم في هذا الموضوع في السنوات المقبلة».

وأضاف «نحن موجودون في البلاد منذ 32 عاماً، ولدينا علاقة متميزة مع الكويت نمت على مر السنين. والكويت دعمت نمو اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العقود القليلة الماضية، ما سمح للمنظمة بالاستجابة للعديد من الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء العالم».
وتابع «لقد شهدنا الشرق الأوسط في العقود القليلة الماضية، يتحول إلى جحيم مع الحروب في فلسطين المحتلة والعراق وسورية واليمن، وكذلك في أفريقيا، وفي منطقة بحيرة تشاد ومالي وجنوب السودان وبوركينا فاسو وغيرها».
صراعات ومتطوعون
وتعليقاً على دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المنطقة، أوضح أن «الكويت كانت المكتب الإقليمي للجنة، وتم افتتاح مكاتب في قطر والإمارات العربية المتحدة وعمان والمملكة العربية السعودية، حيث رأت اللجنة أن مجلس التعاون الخليجي بمثابة نظام بيئي رائع مهتم بالعمل الإنساني».
وذكر أن اللجنة «تتواجد في نحو 100 بلد، ويعمل لدينا أكثر من 30 ألف موظف، مع وجود أكثر من 100 صراع حول العالم، ولا يقتصر الأمر على الصراعات بين الدول فحسب، بل الصراعات داخل الدول أيضاً، بعضها في دائرة الضوء بسبب وسائل الإعلام، وبعضها مخفية لم تذكرها وسائل الإعلام».
وتابع «لدينا في اللجنة الدولية مهندسون ومحامون وأطباء، وحتى متخصصون في الأسلحة وجنود وضباط جيش، ومتخصصون في الشؤون المالية، ولدينا أيضاً نحو 20 مليون متطوع، ما يجعلنا أكبر شبكة إنسانية في العالم، وعندنا مقولة في الصليب الأحمر والهلال الأحمر مفادها إننا في كل مكان، في أوقات السلم أو الحرب نحن موجودون».
وأشار إلى أن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول من يستجيب وآخر من يغادر في أي نزاع، وعندما تندلع الحرب وتقوم المنظمات بإخراج أهلها من المنطقة، نقوم بحشد أهلنا للانتقال إليها».
غزة
وقال سو إن «مأساة إنسانية لا تطاق تتكشف أمام أعيننا في غزة، فالأعمال العدائية التي تجري في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، بما في ذلك حول المستشفيات، تعرض للخطر حياة الأشخاص الأكثر ضعفاً، مثل الطواقم الطبية والمرضى والجرحى والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن. وفي الوقت نفسه، تفتقر فرقنا إلى الظروف الأمنية الأساسية للتحرك في شمال غزة»، مضيفاً «نحن على اتصال دائم مع وزارة الصحة في غزة ومع الأطراف، لكن فرقنا تعرضت لحوادث أمنية، ونحن بحاجة إلى شروط السلامة الأساسية حتى نتمكن من العمل».
وتابع «تشعر اللجنة الدولية بقلق بالغ إزاء الظروف المحفوفة بالمخاطر وغير الآمنة التي يتم في ظلها إجلاء المدنيين. فهناك رجال ونساء وأطفال، يلوحون بالأعلام البيضاء، يسيرون عشرات الكيلومترات أمام الجثث الملقاة في الشوارع، وبلا ضروريات مثل الطعام والماء»، مشدداً على «ضرورة التزام أطراف النزاع بموجب القانون الإنساني الدولي، الذي يضع المدنيين والمرافق الطبية والعاملين في المجال الإنساني بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي».
العمل بحيادية
وقال إن «اللجنة الدولية تحظى باحترام كبير في جميع أنحاء العالم بسبب حيادها، ومن خلال خبرتي في المنطقة، تقدر دول مجلس التعاون الخليجي المساهمة والكفاءة المهنية، كما أن حيادنا يمثل قيمة مضافة. فاللجنة الدولية لا تنحاز إلى أي طرف في النزاع، وهي منظمة خاصة ولا تتبع أي حكومة، وبالتالي فهي مستقلة بطريقة ما، وتهتم كثيراً بالحفاظ على حيادها وعدم تحيزها، وأن هذا هو الأساس الحقيقي لعملها».
دعم قليل واحتياجات متزايدة
أكد الرئيس الإقليمي لبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدول مجلس التعاون الخليجي مامادو سو أن «دور اللجنة دعم ضحايا الحرب، ليس فقط من حيث الخدمات الأساسية، ولكن أيضاً في ما يتعلق باحترام الحياة والكرامة»، مشيراً إلى أن «احتياجات اللجنة الدولية واسعة للغاية وتتزايد كل عام، وهذه مشكلة كبيرة، وعندما نحصل على دعم أقل، يعاني المزيد من الناس».
مصلحة المتضررين في المقدمة
قال سو «نحن لا ننحاز إلى أي طرف سياسي، وكلما واجهنا انتهاكات للقانون الدولي، فإننا نتعامل بشكل مباشر وثنائي مع أي شخص يمكنه إحداث تغيير على الأرض، وطالما أنهم يسيطرون على منطقة ما ويخوضون حرباً، نعتقد أنه يجب محاسبتهم»، مضيفاً «نجدهم ونتتبعهم ونتعامل معهم ونحافظ على سرية المحادثات، ونضع مصلحة المتضررين في مقدمة عملنا».
منارة للأمل... من دون تمييز
تعتبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر منارة للأمل بالنسبة للكثيرين ممن ذاقوا ويلات الحروب والكوارث الطبيعية، حيث تأسست في عام 1863، وهي تلعب دوراً حاسماً في تقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، وتعمل وفقاً لمبادئ الإنسانية والحياد وعدم تدخل في النزاعات الداخلية للدول، وتركز على تخفيف معاناة الأشخاص المتأثرين بالنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، دون تمييز أو انتقاء.
من رواندا لأفغانستان
انضم مامادو سو إلى اللجنة الدولية في عام 2007 بعد تحوله من منصب تدريبي للسياسيين، وعمل في بلدان مختلفة، بدءاً من زيارة السجون في رواندا إلى بلدان، مثل أفغانستان والعراق.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي