«مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى».(متفق عليه)
إن الانطباع الذهني الذي يتركه لدينا معنى التعاطف، يصوّر لنا القلب حين يهتم ويتجه وينشغل بأمر من الأمور، وعندما يرى شيئاً يثير الشفقة لديه ترك ما هو منشغل به، ومالَ إلى الانشغال بما أثار إشفاقه، ومنَحه العناية والاهتمام.
إن التعاطف في مجال علم النفس يعني: القدرة التي يمتلكها الشخص على فهم شخص آخر، ووضع نفسه مكانه، ومحاولة الإحساس بمشاعره، والنظر إلى الأمور من وجهة نظره، وهذا يعني أن نحمل أي شخص أمامنا على محمل الجد بأفكاره وآرائه وعواطفه ومشاعره، وكل ما يمكن أن يكون عليه.
وهذا ما يجب أن نكون عليه مع أهلنا في فلسطين، لا بد من التعاطف مع ما يعانون به من آلام وكسر وفقد، فإذا رأينا شخصاً منهم يبكي من ألم الجرح في أي عضو من أعضائه، فإن شعورنا بألمه وتعاطفنا معه سيكون أعظم في ما لو كنّا نحن من تعرض لهذا الجرح.
مع أن التعاطف فطري إلا أن درجة وجوده تختلف في حياة الناس من شخص إلى شخص، ومن أسرة إلى أسرة. وكل ما هو فطري لدى البشر قابل لأن يكبر، ويترسخ أكثر فأكثر، وقابل للذبول والتضاؤل، وهذا شيء تقرره الأسرة والمجتمع والأعراف، والتجارب الشخصية التي يمر بها المرء.
إن التعاطف بين المسلمين أحد مقتضيات الإيمان والأخوة الإسلامية، ونحن نريد أن يكون التعاطف واحداً من السمات الواضحة للمجتمعات المسلمة والعربية، حتى نستطيع أن ننصر إخواننا في غزة بكلمة حق تقال بحقهم، أو دعاء بأن الله يحقن دماءهم، أو مساعدات مادية تسد حاجاتهم.
M.alwohaib@gmail.com
mona_alwohaib@