هناك مثل شعبي يمثل وضعنا السياسي، وهو «هربنا من القوم وطحنا بالسرية»، وهو يعني انك تهرب من خطر وتقع في وضع أخطر منه، وهذا حالنا منذ بداية تأسيس وضعنا السياسي.
الحقيقة أننا نضحك على أنفسنا، عندما تُقدم مُقترحات لوضع انتخابي جديد، ومنها مُقترح القوائم النسبية، وهو مُقترح رئيس المجلس السيد أحمد السعدون بخمس دوائر، وقوائم نسبية بحدود عشرة أو أقل والكويت دائرة واحدة.
ومن أهداف المُقترح كما يُقال، إنه يبعدنا عن القبلية والأسرية والتجمع الفئوي، والذي سببه الصوت الواحد، الجواب هو... هل نضحك على أنفسنا؟، ونقول عندما نقر هكذا قوائم نسبية ستنهي القبلية والعصبية، وهذا كلام غير صحيح بالمرة، لأن التحزب لدى قبيلة أو عائلة أو طائفة أمر طبيعي لدى الإنسان، وهذا لا تنهيه بقانون إنما المجتمعات تحتاج قروناً حتى تتخطاه.
الولايات المتحدة ورغم ديموقراطيتها التي تمتد لأكثر من قرنين مازالت تعيش هذا الوضع، فعند تحليل نتائج الانتخابات يُذكر نسبة تصويت الناخبين السود وتصويت الهاسبنك وغيرهم.
القوائم النسبية وفق المُقترح، انما تذكرنا بتجمعنا ونحن أطفال بالفريج للعب كرة القدم، نؤسس الفريق، ولا نعرف أن حتى الكرة المدورة لها قانون يفترض أن يحترم، بأن لابد أن يكون هناك مُدرب وتدريب، وأن هناك مراكز فهناك لاعب هجوم وآخر دفاع وآخر وسط، ولابد أن يكون هناك كابتن، لم نكن نعي ذلك، لهذا كنا نلعب بلا خطة ولا نظام، بمعنى لعب للوناسة.
وهكذا القوائم النسبية ان لم تكن تنظيمات سياسية مُشهرة، ولها نظام أساسي ومحاسبي وانتخابات فصلية ومعروف من هم أعضاؤها، إذاً لا معنى لها انما لعب أولاد الفريج.
لنفترض أن القوائم النسبية أقرت هل سيكون مرشحوها العشرة أحدهم متخصص بالاقتصاد والآخر بالمجال التربوي وآخر بالمجال الأمني أو القانون أو الأمن السيبراني وهكذا، أما قائمة عشرة مرشحين تضم قائمة قبلية كل فرد يمثل «فخذ» من القبيلة، أو قائمة من قبائل كل فرد يمثل قبيلة أو عائلة أو طائفة، وأغلبهم لا تخصصات لهم، انما الأكثر شهرة في مجتمعه أو من يزور الدواوين أكثر، أو الأكثر صوتاً وفق قول الشاعر الشيباني «تكفى تكفى» وبقطة «العقل».
لهذا، اتركوا مقترحاتكم للقوائم، ولنطور نظام الصوت الواحد فهو الأنسب، لطالما لا يوجد قانون فعلي للتنظيمات السياسية كما هو معمول به بالعالم بأسره، وإلا سنهرب من نظام انتخابي له مثالب، ونقع في ما هو أخطر منه، البلد بحاجة لمستقبل أفضل وفق قوانين ثابتة للتنظيمات السياسية، وإلا يصبح وضعنا السياسي لعب أولاد فريج كما ذكرت.
وهنا أتذكر قول الشاعر الكويتي صالح النصرالله، رحمه الله، حيث يقول في بيت شعر هو بمثابة حكمة تختصر ما يحدث وهو:
من فصل القانون سواه قده
ما همه صلاح البلد أو دماره
لهذا أكثر المُقترحات المقدمة تحمل في طياتها مصالح لمقدميها وليس للوطن.