اليوم، الطوابير منتشرة في العالم الواسع وهي مصدر قوة الصهيونية وهي متفقة في ما بينها على الحقد والضغينة على الإنسانية... مطلعة على أسرار الدول والشركات ورجال الأعمال! والجاسوس الذي يعمل لدولة غريبة أو قريبة غير الجاسوس - الصهيوني - الذي يعمل لنفسه ولبني جنسه فقط، فهؤلاء تمكنوا من الاطلاع على أسرار الدول والمعاملات المالية بحكم صناعتهم، إذ كانت الصناعة الأولى التي توارثوها هي صناعة الصيرفة والسمسرة فهي أحوج الصناعات إلى الاطلاع على الأسرار، لأن سراً واحداً عن الحرب والصلح قد يعمّر الخزائن بالملايين وقد يخرب الخزائن ذات الملايين...
فربما ارتفعت أسهم وهبطت أسهم بسبب سر يعرفه المضارب قبل الأوان؟
وربما حل الدمار ببلد واسع من عواقب هذا الارتفاع وذاك الهبوط... واليوم يستطيع المال ما لم تستطعه القوة العسكرية، لأن التحرك العسكري يخشى عواقب المناورات السياسية وتبعات القانون الدولي وسوء السمعة، ولكن المال يفعل سراً دون أن يعلم أحد بمن عمل؟ ولماذا عمل؟ خذ مثلاً قصة (تاجر البندقية) وفيها توضيح لطمع اليهود واستغلالهم المالي من أجل السيطرة.
يقول الكاتب الإنكليزي شسترون عام 1847م في كتاب (فاجعة السامية وعداوتها) وهو كاتب لاهوتي دفاعي «والأمر أعمق من ذلك وأخفى فقد حدث قبل الحرب العالمية الأولى بعشر سنوات، أن أوغندة عُرضت - كبلد مهجر - على الصهاينة فرفضوها لأنهم علموا أن حرباً عالمية في الطريق، وأن فلسطين من خلال تلك الحرب تنتقل على سبيل الهبة إلى أيدي البريطانيين».
ويشير الكاتب إلى الصحيفة اليهودية الرسمية التي تسمى جويش كرونيكل، في العدد 17 من شهر ديسمبر سنة 1909م «ان السير ستيوارت صمويل، قد صرح عن تولي مستر تشرشل، لوزارة الداخلية في الوزارة المقبلة وأنه سيؤيد القوانين التي تُرضي النزلاء اليهود ولا يتيسر تأييدها في الوقت الحاضر؟؟».
هذا طابور من الطوابير الخامسة التي تعمل للسيطرة على العالم وهو طابور الصيارفة والسماسرة ورجال الأعمال ولهم من الوسائل – الغاية تبرّر الوسيلة – ما يطلعون من خلالها على أسرار الحروب المقبلة، وما يجري فيها لمصلحة الصهيونية وله من الوسائل ما يتسلل به إلى مراكز صنع القرارات المصيرية والمجالس النيابية ويمكن تلخيصها في ما قاله الكاتب ذاته:
«مكنّي من إصدار النقد والإشراف عليه في أمة من الأمم ولا أبالي بعد ذلك من يشرع لها القوانين».
الخلاصة:
الناس تعمل بجد واحنا فالحين عرجبلي واعرجبلك... فمتى نفلح؟
اليهود احتلوا فلسطين بعد ترتيب وإعداد واستعداد وتجييش العالم وحشد أميركا وروسيا، وإذا أردنا استعادة فلسطين فلابد أن نستعد لا بالشعارات والصيحات، ولكن بطريق النصر الصحيح والكل يعرفه «إنْ تنصروا الله ينصركم» ولكنهم للأسف لا يريدونه، لأنه طريق طويل، فاستبدلوه بالغاية تبرّر الوسيلة.