طرفة أو ربما حقيقة، فقد استفسر مواطن كويتي يزور اليابان من زميله الياباني حول عدم وجود مطبات في الشوارع لديهم، فأجابه الياباني أن في اليابان لا توجد إلا مطبة واحدة، وبالطبع استنتج المواطن الكويتي مكانها، فقد كانت امام السفارة الكويتية!.
لم يستطع أحد من المؤرخين رصد تاريخ مطبات الشوارع في دولة الكويت، وكذلك لم يُفسّر أحد سبب عشقنا لهذه المطبات حتى نجحنا في تصديرها للخارج.
لدينا في الكويت ست محافظات تحتوي على نحو 130 منطقة، وكل منطقة تُقسم إلى قطع عدة، وفي المتوسط يوجد نحو 10 مطبات في كل قطعة، وهذا مع الرأفة، فإذا كان متوسط القطع في كل منطقة ثماني قطع فيصبح في كل منطقة ثمانون مطبة لتصبح مطبات الكويت العامة ما يزيد على 10 آلاف مطبة في دولتنا التي تبلغ مساحتها الاجمالية نحو 18000 كيلو متر، ومساحة المناطق السكنية 447 كيلو متراً، أي بما نسبته 2.5 ٪ من المساحة الإجمالية للكويت.
بعض المجتهدين حاولوا إيجاد تفسير لهذه الظاهرة، قالوا إن السبب وراء ذلك قلة شكوى الكويتيين قديماً من أي مشاكل في الظهر فأراد أصحاب الشأن أن يجعلونا كباقي البشر الآخرين فاخترعوا المطبات حتى لا يشذّ شعبنا عن باقي الأمم، والبعض ممن عقولهم لا تفهم إلا نظرية المؤامرة، هذا البعض ادّعى أن هناك تحالفاً سرياً بين أطباء العظام وبين أصحاب ورشات تصليح السيارات، هذا التحالف أو مذكرة التفاهم هي التي شكّلت الضغط على الحكومة لنشر المطبات غير الصحية حتى يربح الأطباء وورشات التصليح وطبعاً لا تخلو القضية من أرباح جانبية يستفيد منها أصحاب الورش وأصحاب العمارات المؤجرة للعيادات.
نظرية المؤامرة تلك تدعمها ما نراه من إهمال لهذه المطبات حتى أن كثيراً منها لا يتم طلاؤه؛ وإذا تم الطلاء فسرعان ما يختفي الطلاء لتصبح هذه المطبة عمياء تصيد المواطن وتجعله زبوناً دائماً بين العيادة وبين الورشة.
ومن العحائب الإبداعية لدينا أن المطبات صارت عرفاً سكنياً وأحياناً وجاهة، فأصحاب النفوذ يتم وضع مطبة أمام منازلهم كدليل على أهمية الساكن وأحيانا ترى آثار مطبات كدليل قوة سادت ثم بادت.
اليوم، نحتاج فعلاً لمناقشة قضية المطبات في الكويت تجعلنا نستعرض مع المسؤولين إحدى الدراسات العلمية التي بيّنت أنّ المطبات الصناعية لا تكون فاعلة إلا بشرطين، أولهما: المواصفات العلمية، وثانيهما: وضوح الرؤية وكلا هاتان الصفتان معاً قل ما نجدهما في الكويت.
يقول المهندس نجيب ساويرس، أحد رجال الأعمال العرب إن المطبات الصناعية يمكن أن تتسبب في زيادة حوادث الطرق، إذا لم تكن وفق المواصفات، كما يؤكد خبراء المركبات أن المطبات الصناعية تتسبب في إفساد بعض أجزاء العربات، في المقابل أشارت كثير من الدراسات عن أهمية المطب الصناعي الصحيح في كبح السرعات ومنها دراسة جامعة PLA للعلوم والتكنولوجيا في نانجينغ في الصين، والتي بيّنت فائدة المطبات في كبح السرعة قبل المطب بحوالي ثلاثين متراً وبعدها بخمس عشر متراً، وكل ذلك بشرط أن تكون هذه المطبات واضحة وتنطبق عليها شروط السلامة، أما إذا كانت كما نعرفها فهي المطبات التي لا نحتاج لها رحمة بنا.