No Script

أضواء

تضاؤل الإرادة الأميركية أمام الصهيونية

تصغير
تكبير

الإدارات الأميركية المتلاحقة أخذت تفقد سيطرتها شيئاً فشيئاً على سلوكيات الكيان الصهيوني بعد اعترافها بإقامته على أرض فلسطين المغتصبة في 1948. لم يدع الرئيس آيزنهاور الصهاينة للبقاء في سيناء بعد احتلالهم لها خلال العدوان الثلاثي - البريطاني الفرنسي الصهيوني - على مصر في 1956، حيث أمر رئيس وزراء الصهاينة بن غوريون، بسحب جيشه من سيناء دون تأخير أو مماطلة ما دفع بن غوريون، على الانصياع والانسحاب. كما لم يدع الرئيس الأميركي جون كينيدي، بن غوريون، لإجراء أبحاث نووية دون رقابة أميركية في مجمع ديمونة، وذلك لمنع الصهاينة من صنع قنابل نووية واعتبر ذلك خرقاً لمشروعه «منع انتشار الأسلحة النووية».
موقف كينيدي، المتشدد والذي لم يعط فرصة لبن غوريون، في تبرير صنع سلاح نووي رادع للعرب، دفع بن غوريون إلى الاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء، وكانت فترة رئاسة كينيدي كابوساً على الصهاينة لأنهم كانوا تحت الرقابة الأميركية.

لكن الصهاينة عادوا بقوة بعد هزيمة 67، حيث احتلوا بقية أراضي فلسطين بما فيها القدس برضا تام من إدارة الرئيس جونسون، وهو ما يعد مخالفاً للقانون الدولي. وفي عهد الرئيس نيكسون، تم إلغاء الرقابة على مجمع ديمونة النووي، الأمر الذي يدل على الموافقة للصهاينة على صنع أسلحة نووية تهدد أمن العرب.
في عهد الرئيس كارتر، حذر مستشاره زبغنيو بريجنسكي، الصهاينة من الإقدام على مهاجمة إيران وتوريط الولايات المتحدة في الحرب، وقال قولته الشهيرة «لسنا بغلاً غبياً»، كما نقل عنه أنه صرّح بإسقاط الطائرات الصهيونية فيما لو أقدم الصهاينة على الحرب.
استمر الصهاينة في بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة في 67، تحت مرأى وسمع الإدارات الأميركية منذ عهد الرئيس كلينتون، عرّاب اتفاقية أوسلو 1993.
لكن في عهد الرئيس بوش الأب، أصدر وزير خارجيته جيمس بيكر، قراراً بمنع الإرهابي نتنياهو من دخول وزارة الخارجية قبل تسلمه رئاسة الوزراء، لمنعه من التدخّل في القرارات الأميركية، وكان القرار صفعة لنتنياهو.
الموقف اختلف مع الرئيس أوباما، الضعيف حيث حلّ نتنياهو، كرئيس لوزراء الكيان الصهيوني ضيفاً على الكونغرس وحث الكونغرس على إلغاء الاتفاقية النووية مع إيران في تحدٍ فاضح لأوباما صاحب فكرة الاتفاقية.
الرئيس ترامب، بدا أكثر انسجاماً مع الصهاينة حيث اعترف بضم الجولان المحتل للكيان الصهيوني، واعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارته إليها، والانسحاب من الاتفاقية النووية مذعناً بذلك لموقف نتنياهو.
يبقى الرئيس الحالي بايدن يمثل قمة الاستسلام للصهاينة عندما زار الكيان الصهيوني بعد طوفان الأقصى وحثهم على التخلّص من «حماس»، وتصديق ادعاءاتهم في نحر أطفال المستوطنات التي ثبت بطلانها وتهرّب البيت الأبيض من تصديقها.
ارتكاب الصهاينة جرائم الإبادة الجماعية في غزة التي ساهم فيها بايدن بمد الصهاينة بالأسلحة الثقيلة تزيد من كراهية الشعوب العربية والإسلامية لسياسات الولايات المتحدة في المنطقة، وتجيب بشكل قاطع عن تساؤلات الرئيس آيزنهاور في خمسينات القرن الماضي «لماذا تكرهنا الشعوب العربية»؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي