No Script

رسالتي

روح الروح... وغزة تُغيّر العالم!

تصغير
تكبير

كثيرة هي المكاسب التي حققتها المقاومة في غزة من خلال معركة طوفان الأقصى - ذَكرتُ بعضها في مقال سابق - لكن لعلّ من أكثر المكاسب اللافتة التي نضيفها في هذا المقال هو ذلك التغيير الذي أحدثته في العالم.
فلقد رأينا كيف تغيّرت نظرة الشعوب في أميركا وأوروبا إلى الحرب الدائرة في غزة، فبعد أن كانت الغالبية تقف مع الكيان الصهيوني وتعتبره مُعتدياً عليه، إذ بها تخرج في مسيرات بمئات الآلاف تندد بجرائمه وتدعوه لوقف العدوان.

رأينا تغيراً في مواقف بعض الدول إذ أصبح العديد منها يستنكر استهداف المستشفيات والمدارس ودُور العبادة ويطالب بحماية المدنيين ووقف العدوان، بعد أن كانت تلك الدول تعتبر ما يقوم به الكيان الصهيوني هو دفاع عن النفس.
شاهدنا مقاطع عديدة للعشرات من الغربيين من الرجال والنساء وهم يتحدثون عن مدى تعجبهم من مشاهد الثبات والسكينة التي يعيشها الناجون من القصف الإسرائيلي، والذي يخرجون من الأنقاض وقد فقدوا آباءهم وأمهاتهم وأزواجهم ومع ذلك هم يحمدون الله على كل حال ويحتسبون الأجر، ويُعبّرون عن صمودهم وثباتهم وتمسكهم بأرضهم.
هذه الحال جعلت الغربيين يبحثون عن السبب وراء كل هذا الثبات والسكينة.
لقد صرّح العديد منهم بأنهم حرصوا على اقتناء نسخة من القرآن وقراءتها للتعرف على الرسائل التي يتضمنها، والتي أثرت بشكل كبير في نفوس أهل غزة، كما أعلن العديد منهم عن دخوله الإسلام وسعادته بهذا القرار.
لعل من أكثر المقاطع تأثيراً هي لقطة ذلك الرجل الذي كان يحمل حفيدته الطفلة التي استشهدت بسبب القصف الصهيوني وهو يلاعبها ويردد «هذه روح الروح» ويقوم بتقبيل وجنتيها وعينيها ويمسح على رأسها ويلاعبها قبل تكفينها.
لقد غيرت غزة نظرت العالم إلى المقاتل المسلم، والتي عمل السياسيون وآلة الإعلام الغربية على تشويهها وإلصاق أبشع التهم فيها، كالوحشية والدموية والداعشية، وقتل الأطفال واغتصاب النساء، وإذ بهم يرون المقاتل القسامي وهو يتعامل بالحسنى مع الأسيرات والأطفال الذين تم إطلاق سراحهم، ويبادلهم التحية والتلويح باليد والابتسامات وعلامات الرضا ودفء لحظات الوداع.
لا تزال عملية طوفان الأقصى تتوالى خيراتها ومكاسبها، ولعل العديد منها ستكشفه لنا الأيام المقبلة.
X @bdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي