No Script

سافر إلى ذاتك

قانون المشاعر

تصغير
تكبير

كم مرة صادفت أصدقاء، كانوا أصدقاء لفترة لا بأس بها من العمر وفرققم اختلاف بسيط؟، وكم مرة راهنت على علاقة، ووجدتها تسقط أمامك؟، وكم شخص كان آخر شخص تتوقع خسارته في حياتك؟، وكم حب حاربت لأجله لتجد نفسك في نهاية المعركة خسرت الحب وخسرت المعركة معه؟.
كل ما سبق عزيزي القارئ هو الخيط الرقيق الفاصل الذي يفصل بين حقيقة العلاقات وزيفها، وبين جديتها واللاجدية فيها، وبين عمقها وسطحيتها فنحن لن نعرف حقيقة أي علاقة، حتى نمر بعوامل الضغط المختلفة، التي تتمثل في خلافات في وجهات النظر ويجب أن تكون شديدة ومتكررة، وعلى فترات زمنية هذه الخلافات، كذلك يجب أن تقع في فخ الروايات ونقل الكلام والقصص المروية زيفاً والمنقولة نقلاً بين مدمري العلاقات لتصمد وتقوى أو تنهار وتنتهي، وأيضاً أن تخضع العلاقة لفترة فتور وتباعد لتختبر مدى صلابتها، وأن تمر باختبارات مادية لتعرف مدى مصداقيتها، وتصطدم بخلافات غير متوقعة لتعرف قدرتها على النجاة، أو قابليتها للموت.

وكل ما سبق حدث لسارة وسمية، الصديقتين اللتين عاشتا 10 سنوات من الصداقة التي كانت تضرب عليها الأمثال، تجمعهما رحلات كثيرة وذكريات عديدة، إلا أن سارة سمعت كلاماً منقولاً على لسان صديقة مشتركة بينهما، فصدقته وعاملت سمية، على أساس الكلام المنقول، والتي بدورها ـ سمية ـ استقبلت تغير سارة بردة فعل تشبهها متجاهلة أمراً مهماً، سؤال نفسها ما صحة ما؟ ولماذا تغيرت صديقتها فجأة، وماحدث؟ وكيف حدث؟ ومَن سببه؟
هل تتصور عزيزي القارئ، سؤال بسيط كان سيغير المسألة. رأساً على عقب لكنه لم يُسأل، وفي يوم وليلة انتهت الصداقة وكأنها شيء لم يكن، لسبب واحد فقط كان هو حل لهذا الخلاف الذي هو ليس خلافاً في الأصل (شفيك تغيرتي) أو اشرحي لي ما بك؟ سؤال مباشر صريح والاجابة عنه تكون واضحة وصريحة وتنتهي المسأله، إلا أن الاثنتين قررتا أن تفسرا الأمر من دون توضيح من احداهن للأخرى، ناهيكم أنهما عرضتا خلافهما على كل من حولهما، عداهن الاثنتين، فالنهاية إذاً يفترض أن تكون متوقعة وهي فراق وانتهاء العلاقة أو الصداقة. نقف هنا، العلاقة وهي اثنان يكون الرابط بينهما معطوفاً عليهما، بالاحترام والود والمشاعر الجميلة التي تنشر الود، والانسجام عليهما واي علاقة غير مرتبطة بمشاعر صادقة هي لا علاقة ولا شيء. ماذا نستنتج مما سبق أنهما لم تكونا صديقتين أصلاً، فمعيار الصداقة الصدق وتصديق الطرف الآخر قولاً وفعلاً.
في مثالهما، لم تكن الأولى قولاً موجودة، ولم تكن الثانية فعلاً محسوبة، لذلك لم تكن علاقة في الأصل وهذا ما يفسر كثيراً من العلاقات التي تنتهي بسرعة، وكأنها لم تكن غير آبهة بالسنوات والذكريات والمواقف، لأنها بكل تلك السنوات لم تختبر، كانت بلا ضغط ولا تأثير، كانت مجرد مشاركة وليست شراكة طوال العمر، لذلك سقطت عند أول اختبار لها، وهذا هو قانون المشاعر الذي من خلاله تقيس مشاعرك، هل هي حقيقية أو مزيفة وينص على أن العلاقة تبدأ بالعقل ويديرها القلب وتثبت بالمواقف وتكشف صلابتها الظروف، حيث إنها اذا لم تمر علاقتك بأي مَن كان، بالخلافات وتنجو ونقل الكلام وتصمد وكثرة الأخطاء وتعفو والكثير من الزلات وتتجاوز وتكبر. هذه ليست علاقة مجرد تعود لا أكثر. راجعوا علاقاتكم الآن. تحياتي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي