خروج 618 حالة من «طويلي المكوث» منذ 2021 بعد انتهاء فترة علاجهم

علي المطيري لـ «الراي»: 180 مريضاً في المستشفيات... «منسيّون»

تصغير
تكبير

- طويلو المكوث يتلقون فقط الخدمة السريرية وذووهم قادرون على تقديمها لهم بالمنازل
- تسوية أوضاع مرضى وافدين مخالفين للإقامة وغير قادرين على سداد الرسوم وإعادتهم لبلدانهم
- مكوث هذه الحالات في المستشفيات لفترة طويلة يُعرّضها للإصابة بالعدوى
- المستشفيات ليست مقرّاً للإقامة وهناك مرضى يستحقون سريراً يشغله مريض انتهت فترة علاجه

كشف رئيس لجنة المرضى طويلي المكوث في المستشفيات بوزارة الصحة الدكتور علي المطيري عن خروج 618 حالة من المرضى طويلي المكوث من المستشفيات منذ بدء عمل اللجنة في العام 2021 حتى الوقت الحالي، مشيراً إلى وجود 180 حالة «منسية» انتهت فترة علاجها لاتزال مقيمة بالمستشفيات منذ فترة طويلة، وهؤلاء ينقصهم الدعم النفسي والأسري.
وقال المطيري في حوار مع «الراي»، إن الحالات المصرّح لها بالخروج من المستشفيات تتلقى الخدمة السريرية فقط وذوو المريض قادرون على تقديم هذه الخدمة لهم في المنازل، مضيفا أنه «وفق الدراسات العلمية، فإن هذه الحالات تحتاج إلى الدعم الاسري والنفسي في المقام الأول وهذا لن يتحقق في أفضل صوره إلا عبر رعاية الحالة في المنزل، إلى جانب أن مكوث هذه الحالات في المستشفيات لفترة طويلة يُعرّضها لخطر الإصابة بالعدوى المكتسبة في المستشفيات، وهذا أمر متعارف عليه عالمياً».

ولفت إلى أن «الدولة ممثلة بالمرافق الصحية توفّر كل ما تحتاجه هذه الحالات، لكن هناك حالات مرضية مستحقة للسرير الطبي الذي يشغله مريض انتهت فترة علاجه، فالمستشفيات جهة علاج وليست مقراً للاقامة». وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• منذ متى بدأت اللجنة أعمالها؟
- بدأت منذ عام 2021 وكانت مبادرة من القائمين على وزارة الصحة حينذاك وذلك لمتابعة خروج هؤلاء المرضى الذين أتموا فترة علاجهم وقد تم التصريح لهم بالخروج.
• ما أبرز المهام المكلّفة بها اللجنة؟
- استطاعت اللجنة ومن خلال أعضائها الحاليين والسابقين التواصل مع ذوي هذه الحالات ونجحت في إخراج كثير منهم بالتعاون مع الجهات الأخرى في الدولة، وقد تم خروج 618 حالة من هذه الحالات منذ بدء عمل اللجنة عام 2021.
• ماهي أعداد حالات المرضى طويلي المكوث في المستشفيات؟
- رغم الجهود التي بذلتها اللجنة بالتنسيق مع جهات أخرى في الدولة في إقناع عدد من هذه الحالات بالخروج ووصولهم الى منازلهم سالمين، غير أن نحو 180 حالة لاتزال مقيمة في المستشفيات وقد انتهت فترة علاجها، لكن هؤلاء المرضى المنسيين ينقصهم الدعم النفسي والأسري من ذويهم.
• هل من معوقات تعمل اللجنة على تذليلها للمساهمة في تسريع إخراج مثل هذه الحالات؟
- هناك حقيقة مهمة هي أن هؤلاء المرضى تلقوا العلاج اللازم في مستشفيات الوزارة وقد تم التصريح لهم بالخروج، لكن للأسف لم يغادروا المستشفى رغم انتهاء علاجهم، وعليه يتلقون الخدمة السريرية أو ما يُسمى بالـ Nurcing Care فقط، وهذه الخدمة يستطيع ذوو المريض تقديمها له في المنزل، حيث يتم تدريبهم وتثقيفهم على التعامل مع الحالة، كما نذكر دائماً بأن خروج مثل هذه الحالات من المستشفى له عديد من الفوائد لمصلحة الحالة نفسها كما ان هناك حالات مرضية مستحقة للسرير وبحاجة للعلاج الى جانب ان المستشفى جهة علاجية وليست مقراً للإقامة.
• كيف يكون الخروج مفيداً لهذه الحالات ويصب في مصلحتها؟
- هذه الحالات بحاجة في المقام الاول ووفق ما تشير إليه كثير من الدراسات العلمية إلى الدعم الأسري لتحسين أوضاعها النفسية، والتواجد الأسري لن يتحقق في أفضل صوره إلا عبر رعاية الحالة في المنزل، ومن ناحية أخرى فإن الحالة معرضة مع المكوث الطويل لما يُعرف بالعدوى المكتسبة في المستشفيات وهذا أمر متعارف عليه عالمياً، وخطر العدوى نسبته مرتفعة لدى كبار السن أو الرضع أو مَنْ لديهم أجهزة طبية مساعدة مثل القساطر الوريدية أو قساطر تصريف البول أو أنابيب المجاري التنفسية.
• لكن هناك من بين هذه الحالات من هو طريح الفراش؟
- طريح الفراش ليس معناه أنه فاقد الإحساس، بل الذي انتهت فترة علاجه، وهو في أمس الحاجة الى الدعم النفسي والأسري، وهذا ما تشير إليه الدراسات، وإن كانت الدولة ممثلة بالمرافق الصحية توافر كل ما تحتاجه هذه الحالات لكنها ليست قادرة على توفير الدعم الأسري والنفسي، حيث أن الأسرة هي الوحيدة القادرة على ذلك، ولذا من المهم رعاية مثل هذه الحالات أو كبار السن في البيت من قبل الاسرة.
• هل من تحديات تم التعامل معها بالتعاون مع جهات أخرى لخروج بعض هذه الحالات من المستشفيات؟
- نعم، هناك بعض التحديات واجهت اللجنة لاسيما عند التعامل مع حالات المقيمين، خاصة أن من بينهم مخالفون أو ليس لديهم قدرة على دفع الرسوم العلاجية أو ليس لديهم أقارب، لكن اللجنة ومن خلال التعاون مع جهات أخرى في الدولة ممثلة بمباحث الهجرة والقوى العاملة وبعض جمعيات النفع العام، تغلّبت على هذه التحديات ونجحت في تسوية أمورهم وخروجهم من المستشفيات وإيصالهم إلى أوطانهم سالمين.
أرعى أخاً طريح الفراش منذ 30 عاماً
أوضح الدكتور المطيري أن لديه أخاً طريح الفراش منذ 30 عاماً مصاباً بشلل رباعي، مؤكداً أنه وإخوانه يولونه كل الرعاية، وهو سر سعادتهم.
وأضاف «أعتب هنا على كل إنسان يترك ذويه في المستشفى دون سؤال عنه في مخالفة واضحة لتعاليم ديننا الحنيف حيث دعت آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلة الرحم ورغّبت فيها أعظم ترغيب، لكن من المؤسف ما نراه من تجاهل بعض الأهل لذويهم في المستشفيات».
خروج مريض قضى 8 سنوات في المستشفى
أكد الدكتور المطيري أن من بين الحالات التي نجحت اللجنة بالتعاون مع الجهات المعنية في خروجها ومغادرتها بسلام الى وطنها، حالة مقيم عربي ظل 8 سنوات في المستشفى وبالتعاون مع ضباط اتصال في وزارتي الخارجية والداخلية و الهيئة العامة للقوى العاملة تم العمل على خروج المريض من المستشفى ووصوله الى وطنه سالماً.
تدريب وتثقيف ذوي المرضى
بسؤاله عما تقدمه اللجنة للمواطنين في التعامل مع ذويهم من طريحي الفراش، ذكر المطيري أن اللجنة وبمساعدة الطواقم الطبية على استعداد تام لتدريب أو وتثقيف ذوي هذه الحالات لتقديم الدعم والمساعدة لهم بالتعاون مع الادارات المختصة في توفير الاجهزة أو المستلزمات، ليعيش هؤلاء المرضى حياة كريمة وسط ذويهم وأهاليهم.
أكثرهم من كبار السن
حول طبيعة ومعدل أعمار هذه الحالات، قال المطيري «إن هذه الحالات من مختلف الشرائح العمرية وأكثرها من كبار السن، ومكوث الحالة لفترة طويلة في المستشفيات بعد التصريح له بالخروج من قبل الأطباء المعالجين له مخاطر صحية على الحالة والتي قد تكون عرضة للعدوى بالمستشفيات».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي