No Script

مرئيات

نسمع جعجعةً ولا نرى طحيناً

تصغير
تكبير

... هذا المثل ينطبق حرفياً على موضوع الزيادات في الكويت، فقد أشغلت الحكومة الشعب بالزيادات وجعلتها حديث الدواوين ومادة السوشيال ميديا، فتاه الشعب ولم يعد يعرف أين الحقيقة، فتارةً يخرج وزير يبشر وتارةً يخرج نائب يبارك وبعدها يخرج وزير يوضح، والنتيجة لا شيء.
خلال اليومين الماضيين استبشر الناس خيراً بسبب تصريحات النواب ولجنة الأولويات وتعهدات مجلس الوزراء، وكانت الناس تنتظر على أحر من الجمر مؤتمر وزير المالية الذي كان متوقعاً أن يبشر الناس بالزيادات والقروض الحسنة للمتقاعدين ورفع غلاء المعيشة، ولكن للأسف خرج علينا حتى من دون أن يقول السلام عليكم، وأطلق لغزاً محيّراً عجز عن حله جهابذة الاقتصاد والمالية العامة، اذ يقول «الوضع المالي للدولة متين لكن نعاني من شح في السيولة»؟ هل كيف؟ إما أن يكون الوضع المالي ضعيفاً ولدينا شح في السيولة أو أن يكون الوضع المالي متيناً ولدينا فائض في السيولة.

دائماً نذكر ونردد ونعلن لا تصدقوا أي وزير أو مسؤول حكومي يقول لا توجد سيولة أو وضعنا المالي ضعيف، عوائد النفط والصناديق السيادية وصناديق الاستثمار كلها أداؤها ممتاز، فلو استقطبت الحكومة فقط 1 في المئة من أرباح الصناديق السيادية التي شارفت على التريليون لحلت جميع مشاكل البلد المالية، من تحسين مستوى المواطن المعيشي إلى تحسين الخدمات العامة في الدولة إلى تنفيذ مشاريع عملاقة.
أقولها وبالفم المليان، يا معالي وزير المالية، الموضوع ليس موضوع شح في السيولة بل الموضوع شح في الإدارة وشح في الإخلاص وشح في تلمس حاجات المواطنين وشح في تفهم معاناة الناس، الأموال كثيرة والسيولة متوافرة ولكن للأسف لا توجد نية حقيقية لتحسين مستوى المواطن المعيشي، في النهاية هي مجرد تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع يعني بالمختصر نسمع جعجعةً ولا نرى طحيناً.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي