«قطرة ماء في محيط من الكراهية»
ناشطون يهود وعرب في يافا يسعون لخفض التوتر ونشر السلام

نشطاء يطالبون بالسلام أمام مكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في يافا (أ ف ب)


عند هبوط المساء، يجوب نحو عشرة ناشطين أزقة يافا، حاملين ملصقات يعلقونها على جدران المدينة المختلطة التي يسكنها يهود وعرب، سعياً لنشر رسالتهم الداعية إلى السلام.
وإن كان ضجيج الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة يطغى على أصواتهم، فإن أجواء التوتر الشديد المخيمة في يافا لا تثنيهم.
يعلق منظم الحملة أمير بدران ملصقاً كتب عليه «لا للعنف، لا للعنصرية».
ومع اندلاع الحرب، اضطر هذا المحامي إلى التخلي عن طموحه بأن يصبح أول مرشح عربي لرئاسة بلدية تل أبيب التي تتبع لها يافا، إذ أُرجئت الانتخابات التي كان من المفترض تنظيمها في أكتوبر.
وقال معلقاً على هذه الرسالة «يبدو الأمر في غاية البساطة والابتذال، لكن مع الجنون الذي نعيشه هنا في يافا في أيامنا هذه، تبدو مثل هذه الكلمات غير مرغوب فيها».
وأضاف لـ «فرانس برس»، أنه بقيامهم بهذه الأنشطة «نظهر بمثابة خونة».
ولم يعد العرب يمثلون بحسب أرقام البلدية سوى 26 في المئة من سكان المدينة الواقعة جنوب تل أبيب والتي شهدت في السنوات الأخيرة تشييد مبانٍ سكنية فاخرة بدلت ملامحها وتركيبتها السكانية.
وتبقى معظم محلات الحي القديم العثماني فيها مغلقة منذ السابع من أكتوبر، يوم شنت «حماس» هجوماً غير مسبوق على إسرائيل ردت عليه الدولة العبرية بحملة قصف مدمر على قطاع غزة وعملية برية في شماله.
ولم يعد شبان المدينة يجوبون شوارعها على دراجات نارية أو دراجات هوائية، فيما أُغلقت أرصفة عشرات المقاهي التي تشتهر بها.
يقول بدران «الجميع يلزمون منازلهم، الناس خائفون، سواء اليهود أو العرب».
ولا تزال أحداث مايو 2021 ماثلة في أذهان الجميع، حين انتصبت حواجز في وسط يافا وأحبطت في اللحظة الأخيرة محاولات لقتل يهود وعرب وشن هجمات على دور عبادة، في ظل حرب غزة الأخيرة.
- «خطير»
وحدد أفراد مجموعة الوساطة هذه المتشكلة حديثاً مهمة لأنفسهم الحفاظ على الهدوء في الشوارع، فأقاموا خطاً هاتفياً لتقديم المساعدة ويقومون بالتقاط صور للأحداث.
ويبقى الوسطاء على استعداد للانتشار في حال حصول توتر، كما عند صدور دعوات من مجموعات متطرفة للتظاهر.
ومع نية الحكومة الإسرائيلية تسهيل حمل السلاح، يخشى عرب إسرائيل استهدافهم، لا سيما مع تنديد المنظمات غير الحكومية المدافعة عن الحريات بتصاعد مشاعر الريبة وتزايد الاعتقالات.
وتشير هذه المنظمات إلى أن السبب خلف الاعتقالات غالباً ما يكون ورود منشور على مواقع التواصل يعتبر بمثابة «تحريض على الإرهاب».
وقال غسان أشقر، الممثل في مسرح يافا اليهودي العربي إن كتابة «إنني أتألم من أجل أطفال غزة» على مواقع التواصل الاجتماعي «بات خطيراً».
وهو يتحدث عن هويته المزدوجة العربية والإسرائيلية، واصفاً «تعقيدها الجنوني والذي يتعذر فهمه من الخارج».
ويقول «من جهة، سأزور قبر صديقي مدير (المسرح)، وهو يهودي قتل في نوفا (مهرجان الموسيقى الذي استهدفه مقاتلو«حماس»عند تسللهم إلى إسرائيل)، ومن جهة أخرى قد يتم اعتقالي في أي لحظة لأنني عدو لهذه الحكومة الإسرائيلية».
- «قطرة ماء»
وشارك عدد من الشبان الإسرائيليين المصنفين سياسياً في اليسار في هذه الأنشطة مساء الخميس.
وهم يمثلون أقلية ضئيلة تطالب بالوقف الفوري للمعارك في قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من 11 ألف شخص، نصفهم تقريباً من الأطفال في القصف الإسرائيلي، فيما قتل 1200 شخص في إسرائيل، قضوا في اليوم الأول من هجوم «حماس».
وقالت ليور فوجيل (18 عاماً) «لم يعد بإمكاني تقبل هذا الاتهام بأن العرب جميعهم أمثال حماس»، معتبرة أن «المجتمع يعمل بشكل فاعل إن أدرك الناس أن ثمة أشخاصاً طيبين في كل مكان».
وأعربت الفتاة عن «خيبة أملها حيال اليسار في الخارج»، معتبرة أنه «محق في شأن غزة لكنه يرفض أن يفهم معاناة السابع من أكتوبر» بالنسبة للإسرائيليين.
وختمت الناشطة التي تلقت استدعاء للخدمة العسكرية في 20 ديسمبر، «الأجواء لا تحتمل إطلاقاً».
وهي تسعى لإعفائها «بأي طريقة ممكنة» من الخدمة العسكرية الإلزامية في إسرائيل.
وتتساءل حاملة لفّة من الملصقات «نحن قطرة ماء في محيط من الكراهية، لكن إن لم تكن تلك القطرة هناك، فمن يعبر عن كل ما نريد قوله»؟
وإن كان ضجيج الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة يطغى على أصواتهم، فإن أجواء التوتر الشديد المخيمة في يافا لا تثنيهم.
يعلق منظم الحملة أمير بدران ملصقاً كتب عليه «لا للعنف، لا للعنصرية».
ومع اندلاع الحرب، اضطر هذا المحامي إلى التخلي عن طموحه بأن يصبح أول مرشح عربي لرئاسة بلدية تل أبيب التي تتبع لها يافا، إذ أُرجئت الانتخابات التي كان من المفترض تنظيمها في أكتوبر.
وقال معلقاً على هذه الرسالة «يبدو الأمر في غاية البساطة والابتذال، لكن مع الجنون الذي نعيشه هنا في يافا في أيامنا هذه، تبدو مثل هذه الكلمات غير مرغوب فيها».
وأضاف لـ «فرانس برس»، أنه بقيامهم بهذه الأنشطة «نظهر بمثابة خونة».
ولم يعد العرب يمثلون بحسب أرقام البلدية سوى 26 في المئة من سكان المدينة الواقعة جنوب تل أبيب والتي شهدت في السنوات الأخيرة تشييد مبانٍ سكنية فاخرة بدلت ملامحها وتركيبتها السكانية.
وتبقى معظم محلات الحي القديم العثماني فيها مغلقة منذ السابع من أكتوبر، يوم شنت «حماس» هجوماً غير مسبوق على إسرائيل ردت عليه الدولة العبرية بحملة قصف مدمر على قطاع غزة وعملية برية في شماله.
ولم يعد شبان المدينة يجوبون شوارعها على دراجات نارية أو دراجات هوائية، فيما أُغلقت أرصفة عشرات المقاهي التي تشتهر بها.
يقول بدران «الجميع يلزمون منازلهم، الناس خائفون، سواء اليهود أو العرب».
ولا تزال أحداث مايو 2021 ماثلة في أذهان الجميع، حين انتصبت حواجز في وسط يافا وأحبطت في اللحظة الأخيرة محاولات لقتل يهود وعرب وشن هجمات على دور عبادة، في ظل حرب غزة الأخيرة.
- «خطير»
وحدد أفراد مجموعة الوساطة هذه المتشكلة حديثاً مهمة لأنفسهم الحفاظ على الهدوء في الشوارع، فأقاموا خطاً هاتفياً لتقديم المساعدة ويقومون بالتقاط صور للأحداث.
ويبقى الوسطاء على استعداد للانتشار في حال حصول توتر، كما عند صدور دعوات من مجموعات متطرفة للتظاهر.
ومع نية الحكومة الإسرائيلية تسهيل حمل السلاح، يخشى عرب إسرائيل استهدافهم، لا سيما مع تنديد المنظمات غير الحكومية المدافعة عن الحريات بتصاعد مشاعر الريبة وتزايد الاعتقالات.
وتشير هذه المنظمات إلى أن السبب خلف الاعتقالات غالباً ما يكون ورود منشور على مواقع التواصل يعتبر بمثابة «تحريض على الإرهاب».
وقال غسان أشقر، الممثل في مسرح يافا اليهودي العربي إن كتابة «إنني أتألم من أجل أطفال غزة» على مواقع التواصل الاجتماعي «بات خطيراً».
وهو يتحدث عن هويته المزدوجة العربية والإسرائيلية، واصفاً «تعقيدها الجنوني والذي يتعذر فهمه من الخارج».
ويقول «من جهة، سأزور قبر صديقي مدير (المسرح)، وهو يهودي قتل في نوفا (مهرجان الموسيقى الذي استهدفه مقاتلو«حماس»عند تسللهم إلى إسرائيل)، ومن جهة أخرى قد يتم اعتقالي في أي لحظة لأنني عدو لهذه الحكومة الإسرائيلية».
- «قطرة ماء»
وشارك عدد من الشبان الإسرائيليين المصنفين سياسياً في اليسار في هذه الأنشطة مساء الخميس.
وهم يمثلون أقلية ضئيلة تطالب بالوقف الفوري للمعارك في قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من 11 ألف شخص، نصفهم تقريباً من الأطفال في القصف الإسرائيلي، فيما قتل 1200 شخص في إسرائيل، قضوا في اليوم الأول من هجوم «حماس».
وقالت ليور فوجيل (18 عاماً) «لم يعد بإمكاني تقبل هذا الاتهام بأن العرب جميعهم أمثال حماس»، معتبرة أن «المجتمع يعمل بشكل فاعل إن أدرك الناس أن ثمة أشخاصاً طيبين في كل مكان».
وأعربت الفتاة عن «خيبة أملها حيال اليسار في الخارج»، معتبرة أنه «محق في شأن غزة لكنه يرفض أن يفهم معاناة السابع من أكتوبر» بالنسبة للإسرائيليين.
وختمت الناشطة التي تلقت استدعاء للخدمة العسكرية في 20 ديسمبر، «الأجواء لا تحتمل إطلاقاً».
وهي تسعى لإعفائها «بأي طريقة ممكنة» من الخدمة العسكرية الإلزامية في إسرائيل.
وتتساءل حاملة لفّة من الملصقات «نحن قطرة ماء في محيط من الكراهية، لكن إن لم تكن تلك القطرة هناك، فمن يعبر عن كل ما نريد قوله»؟