No Script

خواطر صعلوك

إدارة الإبداع والمعرفة

تصغير
تكبير

يعتقد الكاتب مارك توين، أن الإبداع ابن مدخلات البيئة المحيطة... وحتى شكسبير شخصياً لو عاش في تركيا في زمانه، لما أنتج هذه الأعمال المسرحية الخالدة التي لا تزال تبهر العالم وتجعله يقف على قدمين.
ما صنعه شكسبير هو المدخلات التي تلقاها من قراءة ومشاهدة مسرحيات واشتراك في تمثيل واستعارة أفكار الغير ودمجها وتعديلها.

من فترة إلى فترة أحب أن أشاهد أفلاماً وثائقية عن «الإبداع» أو أقرأ كتباً عنه... ولاحظت أن المدارس الإبداعية باختلاف أنواعها سواء في الإدارة أو الكتابة أو التعليم... كلها تعتقد أن «مدخلات البيئة» أحد العناصر الحاسمة في العملية الإبداعية.
حتى عند المدارس «الصوفية»، يعتقدون أنه كلما اتسعت الرؤية «بمدخلاتها» ضاقت العبارة «بمخرجاتها» وأصبحت نصاً إبداعياً يضع العالم في حرف.
الإبداع والاستثمار في رأس المال البشري هو سمة العصر وليس الذكاء الاصطناعي كما يروّج البعض.
والمعادلة أن العقل البشري قادر على التعامل «إبداعياً» مع المدخلات بينما الذكاء الاصطناعي ينظمها فقط في قوالب معدة مسبقاً.
فلا يعتقد من يعتقد، أن الذكاء الاصطناعي قادر على أن يخرج دولة من الظلمات إلى النور.
وكلما ضاقت تصوراتنا عن الحياة، وأصبحت أقل قبولاً للتنوع وجودة المدخلات... توسعت حدود مقابرنا وسجوننا فقط، وأصبحنا ضحايا الألعاب السياسية... وربما ننغلق أكثر على أنفسنا فنقتل ونهدم أي مساحة إبداعية في الفن أو التعليم والأنشطة الثقافية والشبابية والمجتمعية، وندور في رحى الأحداث السياسية مثل شلال منهمر ومتكرر في إيقاعه ولكنه مريح في إرضاء الذات.
إن أي حديث عن «اقتصاد معرفة» أو صناعات إبداعية، دون وجود مدخلات للعقل البشري «المواطن العادي» تجعله يتفاعل معها ويسمح لعقله أن يتخطى «الاستهلاكية»، بهذا يعني أننا لا نتخطى مرحلة «واحد حلوم وواحد فلافل طحينة»، وهو الطلب الأكثر تكراراً في الفترة الصباحية في المؤسسات الحكومية حسب استطلاع الرأي الذي قامت به وحدة الدراسات في الهيئة العامة للتخطيط والتنمية. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
moh1alatwan@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي