بالقلم والمسطرة

تأبط (بشتاً)!

تصغير
تكبير

التغيير لا يكون بالشعارات الإنشائية أو بالخطبة المنمقة ذات الكلام المتنطع، بل التغيير الإيجابي يكون بخطوات عملية ملموسة وتدريجية يشعر فيها المجتمع بأكمله ويعايشه المواطن أمام عينيه سواءً في الخدمات العامة وفي كل مفاصل الدولة!
لذا، ومع دخول الفصل التشريعي البرلماني الحالي فلا بد أن يواكبه نهج حكومي موازٍ له بحيث يكون ميزان السلطتين التشريعية والتنفيذية متعادلاً، وكما يقال بالعامية (هذا الميدان يا حميدان!)، ونتمنى التركيز على مصلحة البلد وضرب الفساد بكل أشكاله، وعلاج أطنان من التراكمات السلبية!

والإرادة الفاعلة في التغيير تكون بحزم وبناءً على خطط مدروسة، وتصحيح المسار الحكومي يتطلب أن يتم ضخ الكفاءات في دم الوزارات والجهات والهيئات الحكومية وما أكثرها!، بعيداً عن العوامل المرتبطة بالمحاصصة والترضيات السياسية ومقولة (هذا ولدنا)!، ويجب إبعاد العرف المبطن في الواقع السياسي والذي ساهم في تأخير التنمية وتعطيل الكفاءات الحقيقية والمتمثل في المساومات وتوزيعات المناصب للبعض وكأنها (صحن بقلاوة) واعتبارها ورقة ضغط سياسية، وذلك يتناقض مع النهج المؤسسي(!) وينعكس سلباً كالعادة على أوضاع البلاد والعباد، وتذكّرت الشاعر في العصر الجاهلي والملقب (تأبط شراً) وفي حالة من تم تعيينه للولاء فقط فهو بمثابة قيادي تأبط (بشتاً)! أي أنه جاء عن طريق التوصية السياسية فقط، وكذلك بشيء فيه شر وضرر لبلده، لأنه ليس بالتأهيل المناسب ليؤدي دوره الوظيفي!
لذلك، فالمهم إرضاء الشعب والاستفادة من العقول الواعية وهي في النهاية أهم بكثير من إرضاء ذلك النائب أو تلك الكتلة السياسية أو( ديوانية) ذلك المتنفذ المتربص ولا عزاء للوطن بعد تلك الفوضى السياسية.
وأستغرب عندما أقرأ في الصحافة أنه سوف يتم تعيين البعض من القياديين وتم عمل اختبارات لهم والسؤال المنطقي على أي أساس تم ترشيحهم؟ ومن هم؟ وكيف تم اختبارهم؟ وما هي نوعية الاختبارات؟ ولماذا تم ترشيح فئة محددة لا نعرفها بشكل علني قبل الترشيح؟ ومن ثم نتفاجأ بهم ويتم إسقاطهم (بالباراشوت الذهبي) وكأنه إنزال مظلي على عدد من الوزارات والجهات الحكومية ومن ليس له ظهر سياسي فهو يكدح ويتعب وربما لا يصل لمسمى إشرافي وفقط لأنه ليس من (الأحباب) وسلم لي على التنمية!
لذلك، وقلتها مراراً يجب عمل إعلان رسمي لتعيين القيادي ويتضمن المواصفات والتخصص والخبرة المناسبة للمنصب المطلوب وبإشراف أكاديمي، وبالشفافية المطلوبة لاختيار الأشخاص الأكفاء لمصلحة الوطن، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.
X: @Alsadhankw
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي