No Script

سافر إلى ذاتك

هل مشاعرك تخصك ؟

تصغير
تكبير

هل شعرت بمشاعر لا سبب لها ولا مبرر، مثال تحب شخصاً من دون سبب، أو تكره شيئاً من دون سبب، أن تشعر بشعور لا يخصك أو تتفاعل تفاعلاً لا مثيل له يخص حياتك؟
في علم النفس، هناك شيء يدعى التقمص الإسقاطي.

أي مشاعر أحدهم يسقطها عليك ويشعرك فيها ويزرعها داخلك من دون وعي منك، تستقبلها وتكونها في حياتك.
كيف؟
سارة في الكافيه تجلس مع صديقتها شيخة: ليش معصبة؟ شيخة، لا مافيني شيء. سارة، لا انت معصبة شوفي ايدك ترجف وعيونج مو مرتاحة في شيء؟ شيخة: والله مافيني شيء أموري طيبة، سارة: احنا صديقات فضفضي، شيخة: فعلاً ما فيني شيء.
تنتهي الجلسة: شيخة تشعر بالغضب الشديد من زرع الغضب؟ سارة هل تعني سارة اسقاط مشاعرها عليك؟ بالطبع لا ولا، تعرف شيخة انها استقبلت اسقاط سارة بالطبع لا.
في العموم، كل ما حدث، ان أحدهم. لا يتعامل مع مشاعره ويرميها للناس من دون قصد، وهي وسيلة دفاعية يعملها الشخص الذي عنده مشاعره تجاهلها ولا يعرف التخلص منها، وهذه المشاعر بدل ان تكون شيئاً يخص الشخص يجعلها تخص شخصاً آخر.
وكلما اقتربت العلاقة أكثر كان ذلك أكثر خطورة على المتلقي. حيث انها تنهي شخصية الإنسان وتجعله يعيش شخصية الشريك الزوج أو الأم أو الأب أو الأخت من دون وعي منه لانه لا يشمل اسقاط الشعور، فقط بل مع الأدلة السلوكية والاصرار الانفعالي التي تؤدي للنهاية الحتمية وهي معايشة الشعور المُسقط كحقيقة حتمية.
فعلى سبيل المثال، زوجة تشك في زوجها ولديها مخاوف من خيانة الزوج، ومع الوقت واتهامات متكررة كالبحث بالموبايل أو الشك بالتصرفات يصل الاسقاط للزوج ويشعر أن الزوجة تتهمه بالخيانة، وانه خائن لا محالة، مع الوقت والتكرار المستمر يخون الزوج لانها زرعت مفهوم الخيانة داخله.
وينطبق هذا المفهوم على الزواج الثاني كذلك في تربية الأبناء، فأم على الدوام تتهم ابنها بالكذب والابن صادق مع تكرار هذا الاتهام والبحث عن دلائل ضالة، مثال كنت في الحديقة ليس بالمدرسة، واصرار على ذلك.
مع الوقت فعلاً يهرب الابن من المدرسة لانه تقبل الاسقاط هذا، وايضاً الجانب الايجابي خصوصاً في الدراسة. مثال الأم انت ذكي وعبقري والابن طفل عادي مع تكرار الكلام واعطاء دلائل عليه يصبح الابن ذكياً جداً، ويستقبل هذا الاسقاط.
وذكر ما سبق في كتاب للدكتور نجيب الرفاعي يدعى «مهارات دراسة، كيف تكرار الكلام يصبح واقعاً».
ويقاس ما سبق على كل الاسقاطات التي تحدث في حياتنا الجميلة والسلبية، لذلك احذر عزيزي القارئ من الاسقاط السلبي والمشاعر التي لا تخصك، وأيضاً احذر من الاسقاط الإيجابي كاسقاط الامهات على ابنائهم انت مركز الكون وأهم شخص فيصبح انانياً ولا يهتم بمشاعر أحد. كن واعياً، تحياتي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي