No Script

رأي قلمي

مهمة وخطيرة...!

تصغير
تكبير

إنّ الحياة الاجتماعية تسهم على نحو جوهري في تشكيل الطبيعة الأولى لنا، حيث إن كثيراً من مفردات الطبيعة الإنسانية لا يورّث من الأسلاف، بل هو ميراث على كل إنسان أن يستعيده من خلال العلاقات المربية والخبرات المكتسبة.
تُشبع العلاقات الاجتماعية العديد من الحاجات العاطفية والنفسية لدى الإنسان، وتلك الحاجات متعددة، ويتم إشباعها بطرق مختلفة. إلا أنها تشبع من جانب وتسبب بعض المتاعب من جانب آخر، فهي لا تخلو من التسبب في بعض المتاعب، وهناك أدلة عديدة على استقلال المشاعر الإيجابية عن المشاعر السلبية، إذ يمكن للمرء أن يُشبع ميوله إلى العديد من الحاجات الاجتماعية في الوقت نفسه الذي يعاني فيه من مفرزات علاقته بالآخرين، كالأم التي تستمتع بوجود طفلها المريض إلى جانبها، على الرغم من أن مرضه يسبب لها آلاماً ومخاوف ومشاق.

إن العلاقات الاجتماعية في النهاية تصبّ في محصلة واحدة، إلا أنها كثيراً ما تختلف في نوع الوظيفة التي تقوم بها في تدعيم كياننا المعنوي وإشباع حاجاته ورغباته، على سبيل المثال فإن علاقات الأخوة والصداقة الحميمة، توافر تحسناً فورياً للحالة المعنوية، كما أنها توافر المرح في سن الطفولة والشباب، كما توافر لكبار السن الشعور بالأُنس، وتملأ شيئاً من الفراغ. أما علاقات القرابة فهي علاقات قهرية لا حيلة للمرء فيها، وهي ترتب بعض الحقوق والواجبات الشرعية والأدبية بين الأقرباء، ما يجعل الإنسان يشعر بإمكانه أن يتوقع علاقات وثيقة ومستمرة مع بعض الناس على مدى الحياة، كما أنه يتوقع دعماً معنوياً ومادياً غير مشروط، وهذا ما يوفر الطمأنينة والثقة ويحد من مشاعر الاغتراب والوحدة.
أما علاقات الجوار فتشبه حزام الأمان الذي لا تعرف فائدته إلا عند وجود مشكلة، الجار يُشعر المرء أن له سنداً، يعتمد عليه عند وجود المخاطر الطارئة.
لذا إذا كانت العلاقات الاجتماعية على هذه الدرجة من الأهمية والخطورة، فإن من واجبنا أن نسعى إلى رعايتها وتنميتها، وتحسين مستواها، وفهم الأساليب والأدوات التي تساعد في كل ذلك.
M.alwohaib@gmail.com
mona_alwohaib@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي