تكالب الأمم على غزة

في مؤتمر صحافي لوزيرة الصحة الفلسطينية مي الكليلة، أعلنت انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، حيث جاء في بيانها «نعلن في وزارة الصحة الفلسطينية عن انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة بكل أسف، وهو ما ينذر منذ هذه اللحظة بخطر الموت المحقق لكل مريض أو جريح في مستشفيات القطاع»، علما أن المنظومة الصحية لا تعمل بكامل طاقتها بل بنصف طاقتها تقريباً فالنصف الآخر من المستشفيات خارجٌ عن الخدمة إما نتيجة قصف أو قطع كهرباء ونفاد الوقود اللازم لتشغيلها. وإما الكوادر الطبية فإن قطاع غزة يعمل بنسبة 35 في المئة من الكادر الطبي فقط... ومع الحصار المستمر على القطاع وعزلة عن العالم وقطع جميع السبل أمام المنظمات والجمعيات والوكالات الإغاثية، وعلى رأسها وكالة الأونروا التي تم تأسيسها بموجب القرار رقم 302 الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949، بهدف تقديم الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين.
وعلى الرغم من دخول الاعتداء الصهيوني على قطاع غزة يومه الواحد والعشرين إلا أن وكالة الأونروا وغيرها من الجمعيات الإغاثية عاجزة عن إيصال ما كل ما يحتاجه القطاع. وقد كان هذا واضح في التصريح الصحافي للمفوض العام للأونروا السيد فيليب لازاريني، حيث ناشد جميع الأطراف بتأمين الممرات الآمنة والسماح الفوري بدخول الإمدادات من الوقود والغذاء والمستلزمات الطبية، وتأمين دور الإيواء وحذر من أن أي تصعيد سيكون عاقبته على القطاع وأهله. فهل يعقل أن تكون الأمم المتحدة مكبلةً وهذا تصريح وكيلها الخاص؟ وهل يحق لمجلس الأمن أن يعطل «بحجة حق الفيتو» أبسط الحقوق الإنسانية لشعب يعيش نهاراً غابراً وليالي دامية.
إنّ الأمم قد تكالبت على أهلنا في غزّة على مرأى ومسمع الشعوب أجمع، حتى بلغت آخر حصيلة للعدوان الأممي على القطاع قرابة الـ 7500 شهيد، من بينهم 3000 طفل و2000 من النساء. وفي حال استمر الصمت العالمي تجاه ما يتعرّض له أهلنا في غزة فإن الآتي أمرُّ وأسوأ، وليس هناك كلمات معبرة ككلمات وزيرة الصحة الفلسطينية حيث قالت: «إنّ إنهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة يعني أنه منذ اليوم فإن كل الجرحى بمن فيهم الأطفال والنساء والمسنون يفقدون خدمات العلاج، وإن مرضى السرطان بلا أدوية وجلسات علاج كيماوي، ومرضى الكلى سيحرمون من جلسات الغسيل، مئات الأطفال الخدّج في خطر، آلاف الجرحى تبقى جروحهم مفتوحة».
X: @Fahad_aljabri
Email: AL-JBRI@hotmail.com