...«حسابات الحقل قد تختلف عن حسابات البيدر» أو «التحصيل» المرجو عند غالبية دول منظمة (أوبك+) مع التوقعات بوصول 600 ألف برميل جديدة من النفط الإيراني والفنزويلي إلى الأسواق، والتي من شأنها أن تزعزع الأسعار التي قد تصل إلى 80 دولاراً للبرميل. وان حدوث هذا الأمر سيسبب إزعاجاً ومراجعة لدول المنظمة لمعدلات إنتاجها وحصص وتوزيع «كوتا» جديدة لأعضائها.
فنزويلا مثلاً كانت تنتج أكثر من 3.500 مليون برميل يومياً في حين انها تنتج حالياً ما دون مليون برميل بسبب خلافاتها الداخلية وكذلك مع الولايات المتحدة الأميركية. لكن في هذه الآونة تشهد كاراكاس وواشنطن تحسناً ملموساً في علاقاتهما، ومن ضمنها الاتفاق على اجراء انتخابات في فنزويلا. في حين أن ايران بدأت تزيد من انتاجها النفطي بسبب نوع من التفاهم بعد الموافقة الأميركية على الإفراج عن 6 مليارات دولار لصالح طهران كانت مجمدة في كوريا. وقد يصل انتاج ايران إلى اكثر من3.400 مليون برميل في العام المقبل، بعد ان كانت تنتج 3 ملايين.
في ظل ذلك، فإن أميركا هي التي تقود هذه المرونة والتسامح النفطي مع فنزويلا وإيران من أجل خفض سعر البرميل الحالي من المعدل الحالي 92 دولاراً للبرميل، من أجل انتخاباتها المقبلة ولتخفيف الضغط عن المستهلك وكسب اصوات الناخبين للوصول لسعر مناسب جداً للغالون النفطي عند 3 دولارات بدلاً من المعدل الحالي والذي يتراوح ما بين 3.65 و3.75. وهو المعدل الشعبي المطلوب والمرغوب، ومن ثم ابعاد هاجس التضخم المالي ومن زيادة في الأسعار. وليحقق للإدارة الأميركيه الضمان بالفوز في الانتخابات الرئاسية في 2024.
وقد يتحقق المطلوب مع هذه التدفقات النفطية الواردة ومع مطالبات بعض أعضاء المنظمة بزيادة حصص إنتاج بلادهم في العام المقبل. ومن شأن ذلك إعادة الكرة مرة أخرى في تعديل تركيبة حصص الإنتاج الذي قد يؤدي إلى احتمال عدم الاتفاق وهو سيناريو وارد. ومن ثم كارثة حقيقية لمعدل أسعارالنفط.
لكن في النهاية من يمتلك طاقات نفطية إضافية بحاجة إلى تصدير هذه الزيادات وإلا ستمكث في باطن الأرض، حينئذ سيتم دفع الفوائد البنكية نتيجة الاستثمارات المالية من دون تحقيق العوائد، خصوصاً وان دول المنظمة دخلت عامها الثاني في تخفيض انتاجها ولم تحقق المطلوب، وما زالت تخزن طاقاتها الإضافية من دون ان تحقق القيمة المطلوبة.
هذه الكميات من النفوط الجديدة مما لاشك فيه ستضعف وتزعزع سعر برميل النفط.
كاتب ومحلل نفطي مستقل
naftikuwaiti@yahoo.com