No Script

بالقلم والمسطرة

أبو الكلام !

تصغير
تكبير

الأمر المهم هو الإحساس بالثقة والثقل في العالم الاسلامي خصوصاً إذا أبدت الدول الإسلامية الكبيرة والغنية نوعاً من التنسيق والذي يتجاوز المجاملات الديبلوماسية المعتادة وابتسامات المؤتمرات والشجب والاستنكار المعروف! فالحرص على تفعيل جبهة ضغط سياسية واقتصادية كبرى والاستغلال الأمثل لتوازنات القوى في العالم يكون نقطة انطلاقة من أجل تحقيق المصالح، ومن أهمها قضية فلسطين والاعتداء الصهيوني المتواصل على غزة، وتدميرهم الحاقد والممنهج بحيث يكون التأثير للدول الإسلامية إذا تعاونت على أرض الواقع.
وانظروا في الجانب الآخر وهو تعاون الصهاينة أنفسهم وتغلغلهم في الغرب واستغلال نفوذهم واللوبي الصهيوني الشهير والذي يؤثر في اتخاذ القرارات المهمة، وكل ذلك رغم ضخامة الصناديق السيادية للعالم الإسلامي واستثماراته وحجم التبادل التجاري الضخم مع الغرب، فبذلك فإن الضغط المفترض يكون السبيل لمحاربة العنصرية الصهيونية وتأمين الحماية للمسلمين في فلسطين وغيرها من الأماكن والأقليات ممن يتعرضون للاضطهاد، وذلك بما يملكه هذا العالم الإسلامي من إمكانات وهو بمثابة (العملاق النائم).

وهناك نقطة عجيبة وهي تصريح مسؤول وتغريداته بكلام إنشائي ضد الصهاينة، وكأنه مواطن عادي أخذه الغضب من المجازر في غزة لتفريغ الطاقة السلبية في وسائل التواصل الاجتماعي، وحاله ينطبق عليه وصف (أبو الكلام !) بينما لديه الكثير من النفوذ وأدوات الضغط على ذلك الكيان الصهيوني!
وهنا أتذكر وضع المسلمين إبان الخلافة العثمانية وذكرته في مقالة سابقة وكانت بعنوان (عبدالحميد الثاني والإرهاب الصهيوني!) وخلاصتها محاولات «هرتزل» للاجتماع بالسُلطان وعرض رشوة كبيرة مقابل حصولهم على فلسطين. عندها قال السلطان كلمته الشهيرة: فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها وروتها بدمائها، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حيّ، فإن عمل المبضع في بدني لأهون عليّ من أن أرى فلسطين قد بترت من الدولة الإسلامية، وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة).( انتهى ) وهاهو حال الأمة الآن!
وأختم مقالتي بحديث شريف عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» (رواه مسلم). وإن شاء الله النصر قادم، والله عزوجل المعين في كل الأحوال.
Twitter @Alsadhankw
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي