ممثلة «اليونيسف» في الكويت شددت على أهمية قضاء الوالدين وقتاً كبيراً مع أبنائهما

كولين لـ«الراي»: إفراط الأطفال في التكنولوجيا الرقمية يؤثر سلباً على نموهم ولغتهم وإدراكهم

تاتيانا كولين
تاتيانا كولين
تصغير
تكبير

- الأطفال يرتبطون بمقدم الرعاية الأساسية لهم ويقلدونه
- «الأسلوب السلطوي» يحقق نجاحاً أفضل في تربية أطفال أصحاء ومستقلين
- ندعم الكويت للتأكد من حصول كل طفل يعيش فيها على تعليم جيد
- «اليونيسف» في الكويت تركز على منع التنمّر عبر الإنترنت ومحو الأمية الرقمية للأطفال

أكدت رئيسة برامج تنمية الطفولة المبكرة لدول مجلس التعاون الخليجي وممثلة «اليونيسف» في البلاد تاتيانا كولين، أن الكويت كانت من أوائل الدول التي وقعت وصدقت على اتفاقية حقوق الطفل (في أكتوبر 1991)، موضحة أن اليونيسف تدعم حكومة الكويت، للتأكد من حصول كل طفل يعيش فيها على تعليم جيد، ولديه إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، وينشأ في بيئة آمنة، ولديه علاقة جيدة مع والديه وكبار السن ويحترمهم.
وأوضحت كولين، في حوار مع «الراي»، أن «برنامج اليونيسف يركز على تنمية الطفولة المبكرة، في محاولة لدعم آباء الأطفال الصغار، لتطبيق مهارات الأبوة والأمومة الإيجابية عند تأديب أطفالهم، ودعم معلمي مرحلة ما قبل المدرسة لتطوير المهارات بين الأطفال التي من شأنها أن تساعدهم لاحقاً على أن يكونوا أفضل في المدرسة».

وذكرت أن «اليونيسف في الكويت تركز أيضاً على منع العنف ضد الأطفال، بما في ذلك التنمّر عبر الإنترنت ومحو الأمية الرقمية، ومنع التنمر في المدارس، والتأكد من الأطفال الذين تواجه أسرهم صعوبة في الحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه، بما في ذلك الأطفال ذوي الإعاقة».
العمالة المنزلية
وفيما أكدت كولين أن «العديد من العائلات الكويتية محظوظة جداً، لأنها قادرة على تحمل تكاليف المربيات والدعم المنزلي في أسرها، ما يخفف من التوتر الذي تجلبه الأبوة والأمومة»، أوضحت أنه «لا ينبغي أن ننسى أن الأطفال يرتبطون بمقدم الرعاية الأساسية لهم، فهم يحبون ويقلدون ويتشكلون من قبل الشخص الذي يقضي معظم الوقت معهم والذي يلبي احتياجاتهم».
وأضافت أن «الشخص الذي يطعم الطفل، ويغير له ملابسه، ويبتسم له، ويتحدث معه، ويلعب معه، هو الشخص الأكثر أهمية في حياة ذلك الطفل، وإذا كان هذا الشخص شخصاً آخر غير الوالدين، وخاصة إذا وجد هذا الشخص لبعض الوقت ثم اختفى، فإن ذلك يؤثر على الطفل بشكل لا رجعة فيه».
وشددت على «أهمية قضاء الوالدين وقتاً ممتعاً كبيراً مع أبنائهما، حتى لو كان لديهم مربية ومساعدة منزلية، للتأكد من أن قيمهما وحبهما ومعرفتهما وتأثيرهما على الطفل يتم نقلها بشكل صحيح».
ألعاب الفيديو والآيباد
وقالت كولين إن «الدراسات الحديثة التي أجريت في البلدان المتقدمة حيث يتعرض الأطفال للتكنولوجيا الرقمية منذ سن مبكرة، أظهرت أن التعرض المفرط لوقت الشاشة - أي مشاهدة الرسوم المتحركة لفترة طويلة على أجهزة iPad والأجهزة اللوحية الخاصة بهم - يمكن أن يؤثر سلباً على النمو العام للأطفال ولغتهم وإدراكهم، بالإضافة إلى إنجازاتهم المدرسية اللاحقة».
وتابعت «يجب أن يكون لدى الأطفال الوقت لاستكشاف بيئتهم المادية، والاستكشاف، واللعب، والمحاولة والفشل، من أجل التطور بشكل صحيح. إنهم بحاجة إلى قضاء بعض الوقت مع أفراد آخرين من أسرهم، للاستماع إلى القصص، ومشاهدة تفاعل البالغين، وتناول وجبات الطعام معاً، لكي يتعلموا كيف يصبحون أعضاء فاعلين في مجموعتهم. فإشراك الأطفال في الأعمال المنزلية، وفي أنشطة مشتركة مع أفراد آخرين من أسرهم، يعلمهم المسؤولية، ويعلمهم المهارات الأساسية للتواصل وحل المشكلات والتفاعل مع الآخرين. ويعد تحديد وقت الشاشة أمراً ضرورياً للغاية للنمو السليم لكل طفل».
الأسلوب السلطوي
وذكرت أن «اليونيسف قامت بتطوير العديد من الدورات التدريبية والمواد، لدعم الآباء في تعزيز مهاراتهم الوالدية الإيجابية، من أجل خلق أفضل بيئة ممكنة للتنمية السليمة لأطفالهم، وغالباً ما يطبق الآباء ما يسميه الخبراء (أساليب الأبوة والأمومة الاستبدادية) التي تتمثل خصائصها في أن الآباء توجيهيون وديكتاتوريون ومتسلطون، ويظهرون سيطرة عالية ومطالب عالية ويفرضون قواعد صارمة».
وأكدت أن «الآباء الذين يظهرون ما يسمى (الأسلوب السلطوي) يحققون نجاحاً أفضل في تربية أطفال أصحاء ومستقلين ومدركين لذاتهم ومنتجين، وهذا هو النهج الذي يسمح للأطفال بتطوير مهارات، مثل الاستقلال وضبط النفس والتنظيم الذاتي».
مشاكل الأطفال
وأشارت كولين إلى أن «تطور التحديات التي يواجهها الأطفال في الكويت، بشكل ملحوظ في القرن الحادي والعشرين، هي نتاج المشهد المجتمعي المتغير، والتقدم التكنولوجي، وزيادة دخل الأسرة، والحاجة المتزايدة لمعالجة المخاوف المتعلقة بالمناخ. وهناك قضية مثيرة للقلق، وهي انتشار النظم الغذائية غير الصحية بين الأطفال، ما يؤدي إلى ارتفاع حاد في معدلات السمنة لدى الأطفال، لذلك لابد من إعطاء الأولوية لترسيخ عادات الأكل الصحية منذ سن مبكرة. وينطوي ذلك على تشجيع الرضاعة الطبيعية، لأنها لا توافر التغذية الأساسية فحسب، بل توافر أيضاً حماية لا مثيل لها ضد الأمراض، وتعمل كأفضل تحصين للأطفال حديثي الولادة».
وقالت إن «التغيرات المناخية أدت إلى انخفاض وقت اللعب في الهواء الطلق للأطفال، ما يؤثر على نموهم بشكل عام. ومن الأهمية بمكان تشجيع الأنشطة الخارجية والاستكشاف، حيث أظهرت الأبحاث أن هذه التجارب تؤثر بشكل إيجابي على صحة الأطفال الجسدية والعقلية، وذكائهم، وقدرتهم على التكيف».
وصفة لدور إيجابي للأب في التربية
قالت تاتيانا كولين إن «مشاركة الأب في تربية أطفاله - إلى جانب دوره التأديبي - أمر بالغ الأهمية لنمو الطفل. لذا، إذا كان عليّ أن أقدم نصيحة قصيرة للآباء، فسأقول: اقضوا أكبر وقت ممكن مع أطفالكم، واشركوهم في الأنشطة العائلية اليومية، وتحدثوا معهم وأخبروهم بقصص طفولتكم، مع الانخراط في اللعب الممتع والمنظم الذي من شأنه أن يدعم نمو أطفالكم».
وأضافت «يمكن استبدال وقت الشاشة بالأنشطة البدنية، كونوا صادقين، قوموا بتطبيق القواعد بطريقة غير قضائية ومقبولة وإيجابية وتذكروا دائماً: أنتم أفضل مثال لأطفالكم، سوف يقلدونكم، فلا تفعلوا أمامهم أشياء لا تريدون أن يفعلوها عندما يكبرون».
دراسة لتصميم برامج تدعم الشباب والأطفال
ذكرت كولين أن «اليونيسف تعمل بلا كلل، لتزويد الأطفال بإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية والتغذية والمياه النظيفة والتعليم والحماية من العنف والاستغلال، وهي مفوضة، باعتبارها الوكالة العالمية المسؤولة عن حماية حقوق الطفل، وتدعو الدول الأطراف إلى اتخاذ جميع التدابير المناسبة لضمان حماية حقوق الأطفال، بما في ذلك الحق في تكوين أسرة واسم وجنسية، والحصول على الرعاية الصحية والتعليم، والتحرر من كافة أنواع العنف.
وقالت إن «اليونيسيف أنجزت أخيراً دراسة حول الصحة النفسية للأطفال والمراهقة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد وزارة الصحة الكويتية في تصميم برامجها لدعم الشباب والأطفال».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي