No Script

سافر إلى ذاتك

مشاهد التوثيق والتصوير

تصغير
تكبير

إنّ عملية التشتت في فهم الحدود والمحددات بين الناس، عملية معقدة فهي تعني أن أعرف متى يكون ممنوعاً تخطي هذا الحد ومتى يكون مسموحاً أن أتخطى ومتى من الواجب أن أتخطى ومتى لا يعنيني، ولأننا نعيش في عصر عدسات الكاميرا، التي وظيفتها اختلفت كثيراً عن وظيفتها الأساسية، فسابقاً كانت لتوثيق الأحداث السعيدة، والآن لتوثيق فضائح الناس ولكشف عوراتهم ولتصيد أخطائهم. وأصبح سباق مَن ينشر أولاً شيئاً فيه فضيحة أمراً يحتوي من النشوة النفسية الشيء الكثير...
فهذا مشهد فتاة تجلس مع شاب تمسك يده رغم أن هذا المشهد موجود منذ 50 سنة، إلّا انه لم يوثق، والآن أهدى مَن وثّق الكلام حقاً لنفسه لنشر صورة كهذا.

وقد يتطور أكثر... فيتصل على دورية متجاهلاً قد تكون ابنته أو أخته، أو ليس من حقه أن يعرف مَن هي؟
ومشهد آخر، أحدهم يوثّق انزلاق أحدهم بشكل مضحك ويرسل المقطع لربعه والمقربين، ونجده انتشر. وآخرون ينشرون مقاطع لمشاهير ويضعون بينها عبارات ساخرة تعبيراً منهم على سخط ما قدم. ويعطون لأنفسهم أحقية ذلك. متناسين أن الأمر يقع عليهم لماذا تتابعون شخصاً يسبب لكم الغضب هذا كله. هل هو إعجاب بالسر، أو مشاعر ومشاهد كثيرة منها تأييد العنف، ومنها الشكوى التي لا محل لها سوى أنها شكوى، لأنهم يحبون أن يشتكوا ويضايقوا الآخرين؟
عزيزي القارئ، ماذا تفعل في حياة الآخرين، ولماذا لا تعرف حدود نفسك تنتهي عندما تبدأ حدود الآخرين، ولا يحق لك النظر لجماعة جالسة وإصدار أحكام أو توثيق صوري لهم، ولا يحق لك أن تعلق سلبياً على شخص لا يعجبك؟ ارحل من عالمه وهذا يكفي. ولا يحق لك أن تشهّر بأي كان ولا ترسل بأي «قروب» أي معلومة مسيئة، وإن كانت منتشرة، لأنها مسألة خُلق ونحن دين الخُلق وأهل الأخلاق، من جعلنا نبيع أخلاقنا ومن جعلنا لا نعي أن لكل منّا حداً؟!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي