ربيع الكلمات

في غزة... جرائم حرب

تصغير
تكبير

‏ ﴿ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار﴾
صدق الله العظيم

مشاهد مرعبة يصعب تصديقها... ولكنها هذه المرة أمام مرمى ومسمع العالم المتحضر أجمع، صلف وهمجية صهيونية غير مسبوقة وهي تدمر المستشفيات على من فيها من نساء وأطفال، حتى المستشفيات لم تعد آمنة لدى الصهاينة، أمام صمت عربي وإسلامي غريب... أو تنديد على استحياء مع كل أسف، هل الأطباء والممرضون أصبحوا أهدافاً للقتل؟، لم أقرأ حتى بكتب التاريخ ذلك.
ما حصل من قصف على المستشفى المعمداني يعتبر جريمة حرب إبادة مكتملة الأركان تذكرنا بالمجازر التاريخية للكيان الصهيوني، وكأن رسالة الغرب للعالم العربي والإسلامي أنكم دون مستوى البشر، وهم يدافعون عن المجرم ويمدونه بكل أنواع الأسلحة والذخائر، وأنكم كلكم مقصودون بهذه الحرب ولكن الفرق الوحيد بينكم هو أنكم لم تتواجدوا في فلسطين، يعني المسألة مسألة وقت!
والفاجعة أكبر من قدرة تصور الإنسان، حيث الشهداء أعدادهم في ازدياد كبير وضخم لأن من غير العقل والمنطق استهداف المستشفيات، وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة: «لا نستطيع تلبية الاحتياجات... المجزرة كبيرة»، وذكر «لا مكان آمناً في القطاع من القصف العشوائي».
وأفاد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن «الاحتلال يرتكب جريمة حرب جديدة في قصف ساحة مستشفى الأهلي» حيث إن «المستشفى كان يضم مئات المرضى والجرحى والنازحين من منازلهم قسرياً بسبب الغارات».
لنتحدث بصدق وشفافية أن ميزان العدل والحكمة في هذا العالم المتحضر يغرف بالمساعدات للصهاينة وهم يرتكبون كل هذه المجازر من كل مكان بلا أي حد وبكل أنواع الأسلحة، بينما أهل غزة منذ 17 سنة لايعيشون كما يعيش العالم المتحضر، ازدواجية مريضة حين تمتلئ كفة الصهاينة بالأعذار والمسوغات، أما أهل غزة وفلسطين فهم ليسوا كذلك، ولكنهم في نظر الغرب إرهابيون، يقتلون وكأن العالم المتحضر لايرى ولايسمع مايحدث...
أحداث غزة بينت بما لايدع مجالاً للشك أن الصهاينة لاعهد لهم ولا مواثيق، والأمر لايحتاج إلى كثرة تحليل ونحن نرى هذا التحشيد العسكري الصهيوني ومن ورائه الغرب حتى تنفذ هذه المجازر بلا أي رحمة، يعني الصهاينة لديهم الضوء الأخضر للقتل وسيستمرون ولن يضيعوا هذه الفرصة، فلابد من وقفة جادة أمام همجية الصهاينة... ولن يصدهم شيء غير المقاومة.
يجب أن نعمل الآن على كل المستويات الإعلامية والحقوقية والقانونية ولا نستهين بأي مجهود، وتجهيز كل الدلائل للحكومة الصهيونية لتقديمها للمحاكم الدولية بدعم من الدول التي تنصر القضية الفلسطينية والرافضة للعدوان الاسرائيلي، لامجال للعشوائية في مثل هذه القضايا الحقوقية.
والآلام ماهي إلا مخاض الآمال، وقال تعالى: «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي