رأي نفطي

عمر النفط طويل... بعد صفقة الـ60 ملياراً ؟

تصغير
تكبير

عقدت شركة النفط العملاقة أكسون موبيل صفقة نفطية بقيمة 60 مليار دولار باستحواذها على شركه بوينيير الأميركية، حيث تعتبر الأكبر حتى الآن في عالم النفط. وبموجبها ترفع معدل انتاجها إلى اكثر من 1.300 مليون برميل من النفط والغاز الصخري لتصل إلى 5 ملايين برميل من النفط المكافئ، ولتمتلك نحو 17 مليار برميل من الاحتياطي النفطي المكافئ.
وستحقق الشركة العملاقة ارباحاً هائلة وفقاً لسعر برميل الاستحواذ في نطاق 34 دولاراً، لتدر أكثر من 57 دولاراً ربحاً صافياً لكل برميل منذ يوم الأربعاء الماضي، وعند المعدل الحالي للنفط 91 دولاراً.

ويتزامن ذلك، مع الإنتاج التنازلي لشركتي بي. بي وشل. وما قد يمثل ذلك من توجه بالتحول عن النفط تطبيقاً لمسار تقليل الاعتماد على النفط بعكس توجهات دول منظمة أوبك التي ترى ان مشوار النفط ما زال طويلاً وحتى ما بعد عام 2050.
ومن منظور «أوبك»، ترى شركة أكسون موبيل العمر الطويل للنفط، وإلا ِلمَ وقّعت صفقة الاستحواذ هذه والمقدرة بـ60 مليار دولار. دفعت قيمتها لملّاك شركة بوينيير 2.32 من اسهم الشركة العملاقة. وتبلغ قيمة اكسون موبيل السوقية 436 مليار دولار وبانتاج خاص بها من النفط. ما سيساهم أيضاً في زياده انتاج الولايات المتحده الأميركية إلى أكثر من 17 مليوناً قبل حلول 2030 من معدلها الحالي والبالغ 13 مليون برميل في اليوم، والأعلى انتاجاً من النفط الخام في العالم.
ومن شأن هذه الأرقام أن تمثل تحدياً لـ(اوبك+) بالتسارع لزيادة انتاجها من النفط الخام، مقارنة بمعدل الإنتاج الحالي الأميركي المتفوق على دول المنظمة، على الرغم من خفض انتاجها من أجل حماية اسعار النفط، الا أن النفوط المستقبلية الآتية من البرازيل ودول أميركا الجنوبية قد تشكل خفضاً وضعفاً في معدل سعر البرميل.
ومع الزيادات المتوقعة من أبوظبي والكويت والعراق وايران، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، فإن هذا الأمر سيشكل ضغطاً على أسعار النفط خلال السنوات القليله المقبلة، وأيضاً مع التراجع في الطلب العالمي بسبب التضخم، ومن ثم التراجع في الاستهلاك العالمي وعامل الخوف بسبب الأوضاع الملتهبة حالياً والاحتفاظ بوفوراتها المالية، والبعد بقدر الإمكان عن أي نوع من الاستهلاك.
فعلاً، التوجهات النفطية العالمية تبعث عامل التفاؤل بمستقبل النفط لسنوات مقبلة ونوعاً من التراجع على البدائل لأنها ليست بالسهولة المتوقعة من التحول إلى الطاقات البديلة والصديقة للبيئة والالتزام باتفاقية باريس لخفض درجات الحرارة. وقد تمتد الفتره الى ما بعد 2050.
في حين أن المعدل الحالي عند 91 دولاراً لايمثل الرقم الحقيقي للنفط مع اتزان وتوازن العرض والطلب العالمي، لكنه يمثل الحالة السياسية راهناً والتوقعات بدخول اطراف أخرى وفي اتساع ساحة الحرب، أو قد يكون مجرد تضاربات وسط البورصات النفطية الورقية، وستنخفض اسعار النفط مع انتهاء الظروف الحالية.
وحتى لو انخفضت أسعار النفط إلا انه من المستحيل الوصول إلى معدل 34 دولاراً للبرميل. وهو السعر الأدنى لاستحواذ العملاق أكسون موبيل على شركه بوينيير. ولمصلحة الشركة النفطية والولايات المتحده الأميركية للتربع على مرتبة الأعلى إنتاجاً للنفط لسنوات مقبلة، والبقاء على سعر منافس للنفط.
كاتب ومحلل نفطي مستقل
naftikuwaiti@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي