أما بعد... ّ

تسلّل نيابي

تصغير
تكبير
في تطور سريع للأحداث والمشهد السياسي بشكل عام في البلاد وبعد الركود البرلماني الذي عشناه في فترة الإجازة الصيفية البرلمانية وعلى ما تخللته الإجازة الصيفية من قضايا مهمة محلية وإقليمية عديدة منها على سبيل المثال مطالبة ايران بمشاركة الكويت والسعودية في حقل الدرة، وصدور حكم المحكمة الاتحادية العراقية في ما يخص عدم دستورية اتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله وغيرها الكثير... إلا أن الركود والصمت البرلماني كان المُهيمِن في البلاد، ولا اعلم على وجه اليقين أهذا الركود نابع من حكمةٍ وحنكةٍ سياسية أم من تهاونٍ وعدم استشعار بروح المسؤولية.
وبالأمس القريب، وبشكل مفاجئ خرج النائب الفاضل الدكتور مبارك الطشة، وأعلن عن استجوابه المقدم لوزيرة الاشغال العامة والمرتكز على 4 محاور، ومع اقرارنا الكامل بأن المحاور الأربعة مستحقة ولكن... من المعلوم لكل مهتم بالشأن السياسي والبرلماني أن المُتبني لملف وزارة الاشغال العامة هو النائب الفاضل داود معرفي، وهو المُتابع للعقود المشبوهة سواء في ما يتعلق بمشروع المطار الجديد أو العقود المتعلقة بأعمال الطرق وغيرها.
وقد نُشر في مواقع التواصل الاجتماعي أن النائبين الفاضلين كانا على تنسيق في ما بينهما والتعاون لتقديم الاستجواب، وهنا نتساءل ما الذي دعا النائب مبارك الطشة للتفرد والاستعجال في تقديم الاستجواب؟ علماً أن إدراج الاستجواب على جدول أعمال المجلس لن يكون إلا في أول جلسة في دور الانعقاد المقبل في الـ31 أكتوبر !! فما الجدوى من استعجاله؟ ناهيك عن أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الوزيرة ستلجأ لتقديم استقالتها قبل موعد الاستجواب. إن أقرب وصفٍ يوصف للآلية التي قدّم بها الاستجواب أنه تسلل نيابي مكشوف.

خلاصة القول: إن العمل البرلماني سواءً كان تشريعياً أو رقابياً لا يكون مثمراً وبنّاءً إلا بروح التعاون (النيابي/النيابي) والتنسيق في ما بين النواب والعمل كفريق واحد؛ لما فيه تحقيقٌ لمصلحة الوطن والمواطنين. وأن التفرد بالقرار شر واقصاء الآخر إنما هو دمار وضياع لدور المؤسسة التشريعية.
ولكن وللأسف أن بعض الاقطاب السياسية القابضة على المشهد السياسي الحالي تسعى بشكل غير مباشر لاختزال المواقف السياسية في البرلمان لصالح من تراه مناسباً لها من النوّاب دون غيره.
ومن ناحيةٍ أخرى نفهم أن الحكومة تريد «غربلة»أعضائها ولكن هذا يجب ألا يكون على حساب البرلمان بأن يكون ساحة للتصفيات (الحكومية/الحكومية).
ختاماً: إن أدوار البطولة لا تُمنح. وإن طُويَ ملف وزارة الاشغال اليوم فهناك ثلاثة وزراء على قائمة «الغربلة». سنرى في الأيام المقبلة كيف سيتم التعامل معهم.
X: @Fahad_aljabri
Email: Al-jbri@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي