باختصار جداً، نذكّركم بالمرسوم رقم 6 الصادر عام 1962، والذي أقرّ التقسيم الإداري للكويت، ثم أتى المرسوم رقم 97 لعام 1989، في شأن نظام المحافظات، وأخيراً جاء مرسوم 21 لسنة 1992، والذي عُدلت بعض فقراته بموجب قانون 18 لسنة 2000؛ ثم قامت الفتوى والتشريع بتعديلات على قانون المحافظين عام 2006، باستحداث منصب نائب المحافظ، ثم اتجهت الحكومة عام 2013، لاقتراح قانون جديد لتعيين المحافظين وإنشاء محافظتين جديدتين.
هناك إذاً جهد تشريعي لتفعيل دور المحافظين وإعطائهم دوراً كبيراً في تطوير محافظاتهم، بل إن مرسوم 21 وتعديلاته اللاحقة سمح بتكوين مجالس فرعية لكل ضاحية أو مدينة تتولى متابعة جميع حاجياتها من أمن وراحة ونظافة وتجميل ورصف شوارع وتوفير الخدمات الأساسية وغيرها، السؤال هو، متى يتولى المحافظون أو بعضهم هذه المهام التي نصّ عليها المرسوم 21 وتعديلاته؟ المهام التي حُددت بثلاث عشرة مادة تُعطي لكل محافظ صلاحيات لجعل محافظته جنة من النظافة والجمال، هل قام بعض المحافظين بإنشاء مجالس فرعية لكل ضاحية تتبع محافظاتهم من أجل متابعة أعمال الوزراء في تلك الضاحية ورفعها للمحافظ الذي يملك الصلاحية القانونية لمتابعة الوزراء لتنفيذ أي إصلاحٍ في محافظته.
لدينا في كل ضاحية تعدّيات قبيحة على الطرق؛ وأشجار ميّتة؛ وشوارع مُستهلكة وأحياناً مناظر قبيحة من كتابات على الجدران؛ وتلف للممتلكات، لدينا بعض الشباب المستهتر الذي يقود سيارته برعونة لا سيما في مواسم المطر مهدداً حياة السكان بالخطر، لدينا أفرع الجمعيات ساحاتها تحولت إلى مقالب قمامة، عندنا ساحات للمساجد تم الاستيلاء عليها من المنازل المقابلة لأنهم وجدوها ساحات تحولت إلى مساحات ترابية قاحلة وقبيحة، لدينا في بعض الضواحي جزر بين المنازل كان هدفها توفير مساحة خضراء صغيرة لأطفال الفريج، هذه الجزر تحولت إلى مخازن ومكان للقوارض وللقاذورات، لدينا أماكن للمشي تحولت إلى أطلال بسبب الإهمال وعدم الصيانة والمتابعة، كما حُرمت مناطق كثيرة من لمسات جمال تُشيع السرور بالنفوس.
لو كنتُ محافظاً لسارعت بتفعيل القانون وتشكيل مجالس لكل ضاحية أو مدينة من رجالات الكويت المتقاعدين والمجتهدين، ولجعلت كل واحد مسؤول عن قطعة واحدة، يتابعها ويحرص على تجميلها وتطويرها، لدى المحافظ، بناء على القانون، صلاحيات قانونية ويمكنه أن يطالب بزيادة الميزانية وتوفير فرق دعم من أهل منطقته ولا أظن الحكومة ستعارض بل أنها ستسعد بهذه الروح المُبدعة والخلاقة.
على الحكومة أن تُحسن اختيار المحافظين فهم مستقبل الكويت وغالبية دول العالم الناجحة والجميلة كانت كذلك بسبب وجود محافظين مبدعين، أتمنى التخلص من الفكر القديم واشتراط أن يكون المحافظ قيادياً سابقاً أو عسكرياً قديماً أو شخصية نحاول إرضاءها، حان الوقت لاختيار شخصيات كويتية نشيطة ومبدعة وقلبها فعلاً على منطقتها، اخلقوا التنافس بين المحافظات وسوف ترون كيف تكون الشخصية الكويتية في ظل التنافس، إنه الطريق الأسهل لكويت جميلة ونظيفة.