مدير الموارد البحرية في معهد الأبحاث كشف لـ «الراي» عن أسباب انهيار المخزون السمكي

10 أسماك في الكويت... مُهدّدة بالانقراض

تصغير
تكبير

- محسن الحسيني لـ«الراي»:
- نظمنا 3 حلقات نقاشية لبحث القضية بمشاركة خبراء عالميين ومن دول الجوار
- رصد أكثر من 345 نوعاً من الأسماك والروبيان في المياه الكويتية... غالبيتها بلا أهمية تجارية
- توقيع مذكرتي تفاهم بين معهد الأبحاث وجامعة البصرة والمعهد الإيراني للثروة السمكية
- الجر القاعي أكثر طرق الصيد تدميراً لأنه يشكل خطراً عالياً للتجمعات السمكية والموائل البحرية
- انخفاض المياه العذبة في الخليج بسبب إقامة دول الجوار للسدود في دجلة والفرات وكارون
- الملوحة أثرت على إنتاج الصبور التي تتكاثر في يونيو بالأهوار وتأتي للخليج في سبتمبر

بشفافية موثقة بالأرقام والبحث العلمي، كشف مدير برنامج إدارة الموارد البحرية في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور محسن الحسيني، عن «أسباب انهيار المخزون السمكي في الكويت، من خلال مشروع بحثي تم بتمويل كامل من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وتم اختيار 10 أنواع من الأسماك الرئيسية المهددة بالانقراض، وهي: هامور، حمرا، نقرور، نويبي، شعم، صبور، ميد، زبيدي، إضافة إلى نوعين من الروبيان هما: أم نعيرة، شحامية.
وعدّد الحسيني، في لقاء مع «الراي» أهم أسباب هذا الانهيار، وهي عدم تقنين جهد الصيد، وانخفاض تدفق شط العرب الذي كانت سمكة الصبور الأكثر تأثراً من انخفاض تدفقه بسبب تأثر التغير في الملوحة في مياه الكويت، والإنتاجية الأولية (تركيز الكلوروفيل) إضافة إلى تدمير الموائل أو انكماشها، وتأثير التلوث والتغير المناخي لكل من الأنواع الرئيسية العشرة.

وأوضح أن وقف تدفق المياه العذبة إلى مياه الخليج، كان بسبب إقامة بعض الدول الإقليمية السدود لمنع تدفق أنهار دجلة والفرات وكارون، حيث ارتفعت نسبة الملوحة في مياه الكويت من 32-35 بالألف إلى 42-44، وقد أثرت بشكل مباشر على إنتاج سمكة الصبور التي تضع بيضها سنوياً في يونيو وتتكاثر في أهوار العراق، ثم تأتي في سبتمبر لتعيش في شمال الخليج العربي».
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• ما أسباب قلة بعض الأسماك في الكويت خلال الآونة الأخيرة؟
وجه هذا السؤال إلينا من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وأسندت إلينا تنفيذ مشروع بحثي لمدة 3 سنوات، وبتكليف وتمويل كامل منها، من أجل معرفة أسباب انهيار المخزون السمكي، وتحديد أسباب انخفاض كميات الأسماك الطازجة في الكويت، مع إعداد خريطة طريق للإجراءات التي تحقق زيادة الإنتاج المستدام للموارد السمكية في الكويت، وتعيين البيانات المهمة لرصد المخزون السمكي، والتي تسمح بقياس الاجراءات التي اتخذتها الإدارة في إعادة تأهيل الثروة السمكية بفعالية.
• وإلى ماذا توصلتم؟
تم رصد أكثر من 345 نوعاً من الأسماك والروبيان في المياه الكويتية، بيد أن غالبيتها ليست لها أهمية تجارية. وتم جمع إحصائيات بكميات الإنزال التي تم تسجيلها بصورة دورية لـ23 نوعاً تجارياً من الأسماك، إضافة إلى 24 نوعاً صنفت تحت بند «أخرى»، وقد تم اختيار 10 أنواع من الأنواع التجارية لإجراء التحاليل التفصيلية لبياناتها الحيوية، وأثر الصيد على مخزونها وبيئاتها، وبما أن معظم المخزون السمكي تشترك به دول الجوار، لزم التعاون مع هذه الدول، من خلال 3 حلقات نقاشية عقدت بحضور خبراء عالميين، وباحثين من 3 دول مجاورة، هي العراق وإيران والمملكة العربية السعودية.
دول الجوار
• وما خلاصة هذه الحلقات؟
طرح في هذه الحلقات العديد من المسائل للمناقشة، وتم اتخاذ التوصيات في شأنها. واشتملت هذه المسائل على تبادل البيانات المهمة للمشروع، وحالة المخزون السمكي في دول الجوار، والتأثر البيئي على المصايد، والتعاون الإقليمي في إدارة المخزون المشترك، إضافة إلى خبرة الدول الأخرى في إعادة تأهيل المصايد عن تطبيق إستراتيجيات صيد مناسبة.
وتمت مناقشة نتائج المشروع في تحليل المخاطر وأهمية إجراء مشاريع أبحاث مشتركة، والدور الذي يمكن أن يلعبه الاستزراع السمكي للحد من تدني كميات المصيد، وأخيراً تأثر صيد الهواة على المصايد. وتم التوقيع على مذكرتين للتفاهم بين معهد الكويت للابحاث العلمية وكل من جامعة البصرة والمعهد الإيراني لأبحاث الثروة السمكية، إضافة إلى بعض التوصيات المهمة.
• وهل توصلتم إلى أسباب انهيار المخزون السمكي؟
استخدمنا النتائج في المشروع البحثي في إدارة المخزون بطريقة تعكس الاتجاه الحالي لهذا الانخفاض، وكذلك صياغة خطط ناجحة للإدارة واستعادة المخزون. وقد تم تحديد أهم أسباب هذا الانهيار في عدم تقنين جهد الصيد، وانخفاض تدفق مياه شط العرب العذبة إلى مياه الخليج، بسبب إقامة بعض الدول الإقليمية السدود لمنع تدفق أنهار دجلة والفرات وكارون، حيث ارتفعت نسبة الملوحة في مياه الكويت من 32-35 بالألف، إلى 42-44. وقد أثرت بشكل مباشر على إنتاج سمكة الصبور التي تضع بيضها سنوياً في يونيو، وتتكاثر في أهوار العراق، ثم تأتي في سبتمبر لتعيش في شمال الخليج العربي.
• وما تأثير مياه الصرف على انخفاض المخزون السمكي؟
مياه الصرف تدخل ضمن عوامل التلوث التي تؤثرعلى المخزون السمكي، بالإضافة إلى العوامل البيئية والتغير المناخي، وطرق الصيد الجائر التي تسببت في انخفاض كبير لأسماك رئيسية، منها الشعم والميد والروبيان والزبيدي.
المهددة بالانقراض
• ما الأسماك التي أخذ مخزونها ينخفض خلال الفترة الأخيرة؟
حددنا في المشروع الأسماك المحمية والمهددة بالانقراض، في عملية أكثر دقة مبنية على وجودها في مياه دولة الكويت، وذلك ضمن قائمة الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة (IUCN) والاتفاقية الدولية لتجارة الأنواع المهددة بالانقراض (CITES)، لاحتمال تعرض هذه الأنواع لتأثير نشاطات الصيد.
وكان من نتائج هذه العملية اختيار 10 أنواع من الأسماك الرئيسية المهمة تجارياً، إضافة إلى 22 نوعاً من الأسماك المصاحبة للصيد الجانبي، و8 أنواع من الأسماك المحمية والمهددة بالانقراض، وهي (الهامور، الحمرا، الزبيدي، الميد، الصبور، النويبي، النقرور، الشعم)، إضافة إلى نوعين من الروبيان، هما أم نعيرة والشحامية.
• ماذا فعلتم للحد من هذا الانخفاض؟
تم إعداد قائمة من المراجع، من خلال البحث في المصادر العلمية لكل نوع من هذه الأنواع، وشمل جمع المعلومات الحيوية والمصائد، كما تم جمع بيانات لكميات الإنزالات التاريخية في الكويت والدول المجاورة، وكانت نتيجة جمع هذه البيانات إعداد ملف خاص بالمعلومات لكل نوع من الأحياء، واحتوى على معدل النمو، والنضوج الجنسي، والخصوبة، النفوق الناتج عن الصيد، الغذاء وتأثير التلوث، الموائل المفضلة، الهجرة والانتشار.
وكانت نتيجة هذه العملية التوصية بإجراءات إدارية، لتحقيق الأهداف للمصائد السمكية في الكويت، بما يساهم في التقليل من مخاطر الصيد الجائر (الكراف).
كما تم استخدام طرق مبنية على تحديد المخاطر، لمعرفة التهديدات الملموسة للأنواع السمكية المهمة، وقد أخذ في الاعتبار تداخلات النظام البيئي، بما فيها التأثير من عمليات الصيد والتغيرات البيئية، وكذلك الإعمار والمشاريع الإنشائية الساحلية والمكونات البيئية التي أدخلت في التحليل وكذلك الضغوطات البيئية على هذه المكونات وفق الأنواع التجارية المهمة، والأنواع المهمة للصيد الجانبي، والأنواع المحمية والمهددة بالانقراض، والموائل السمكية، والتجمعات السمكية.
• وماذا عن كميات الصيد؟
الثروة السمكية المصدر الطبيعي المتجدد الوحيد لموارد الغذاء في الكويت، وبلغ أقصى كميات المصيد في عام 1995 نحو 8.4 طن، وشكلت منها الأسماك الزعنفية نحو 6.9 طن. وقد تضاءلت هذه الكميات إلى النصف بواقع 4.2 طن بحلول عام 2014، وكانت الأسماك الزعنفية 2.7 طن من المجموع. وقد ازداد عدد سكان الكويت، من 1.6 مليون في العام 1995، إلى 3.35 مليون نسمة في عام 2015، ما أدى إلى زيادة استهلاك الأسماك الطازجة والمطلوبة إلى 24.479 طن، الأمر الذي دفع الكويت إلى استيراد ما يوازي 85 في المئة من الأسماك الطازجة لمقابلة الطلب.
عوامل سلبية
• ما أبرز العوامل المؤثرة في المخزون السمكي؟
القاع الطيني: بيئة القاع الطيني تمثل ما يعادل 90 في المئة من البيئة القاعية في الكويت، وبيئة القاع الرملي 9.8 في المئة، في حين تمثل الشعاب المرجانية أقل من 1 في المئة.
وقد أظهرت النتائج أن الجر القاعي كان له تأثير كبير على بيئة القاع الطيني والشعاب المرجانية ومصبات الأنهار، بينما كان للقرقور تأثر عالٍ على بيئة الشعاب المرجانية فقط، وكان تأثير الشباك الخيشومية في الغالب على بيئات مصبات الأهار والأنهار والأهوار، وتسبب الصيد بالخيط والصنارة بالكثير من التلف للشعب المرجانية.
الجر القاعي: وقد كان أكثر طرق الصيد تدميراً، لأنه يتسبب في الصيد الجانبي للأنواع المهمة تجارياً، وكذلك كونه يشكل خطراً عالياً لثلاثة من التجمعات السمكية والموائل البحرية في الكويت وفي منطقة شمال الخليج. كما أن صيد الهواة بالخيط والصنارة يستهلك نحو 10 في المئة من مجموع كميات المصيد السمكي في دولة الكويت.
درجات الحرارة: فالتغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة يؤثران على انتشار الأسماك في موائلها، لكن لا توجد بيانات مؤكدة عن نسبة التأثير. فقد ارتفعت درجة الحرارة بنسبة 1.5 درجة، نحن لا نشعر بها لكن الأسماك تشعر بها وتؤثر عليها عند وضع البيض والتكاثر.
6 عوامل خطر
حدد تقرير صادر عن إدارة الموارد البحرية في معهد الأبحاث، 6 عوامل تمثل خطراً على الأنواع العشرة المهمة تجارياً من الأسماك في دولة الكويت وهي:
1 - الصيد: تأثرت به أسماك الهامور والحمرا والنقرور والنويبي والشعم والصبور والزبيدي.
2 - تغير الملوحة: أثر على أسماك الصبور فقط.
3 - الإنتاجية الأولية: أثر على النقرور والشعم والصبور والميد والزبيدي والروبيان «أم نعيرة - شحامية».
4 - تدمير الموائل وانحلالها: أثر على الصبور وأم نعيرة وشحامية.
5 - التلوث: أثر على الميد فقط.
6 - التغير المناخي: لم يثبت علمياً تأثر أي نوع من الأسماك في التغيرات المناخية.
طرق تنظيم الصيد لحفظ المخزون
استعرض التقرير الأهداف والإجراءات الإدارية اللازمة لتحقيق الأهداف للمصايد السمكية في الكويت، وفقاً لطريقة الصيد.
1 - الجر القاعي
الهدف:
- تخفيض أثر الجر القاعي على المصيد الجانبي والأنواع المحمية والمهددة بالانقراض، وكذلك حماية الموائل والتجمعات السمكية.
– زيادة كميات المصيد المحلي والإقليمي إلى مستوى كميات المصيد.
- الحد من ارتفاع أسعار الجملة السنوية إلى أكثر من ارتفاع مؤشر الأسعار للمستهلك.
الإجراء:
- تركيب وسائل تقليل المصيد الجانبي في شباك الجر القاعي.
- استحداث مواسم غلق الصيد مرنة بناء على نتائج مسوحات ما قبل الموسم والتي تقيس قوة دخول اليوافع إلى المصايد.
- تقليل جهد الصيد بما يعادل 5000 يوم/قارب في الموسم.
2 - الشباك الخيشومية
الهدف:
- زيادة الكتلة الحيوية وبالتالي معدل الصيد للأسماك الرئيسية (الزبيدي-الصبور-الميد) بواقع 20 في المئة.
- زيادة كميات المصيد المحلي والإقليمي.
- الحد من ارتفاع أسعار الجملة السنوية إلى أكثر من ارتفاع مؤشر الأسعار للمستهلك.
الإجراء:
- تخفيض جهد الصيد بواقع 50 في المئة عن طريق تخفيض عدد القوارب أو تقصير طول الشباك المسموح بها.
- زيادة الطول الأول للأسماك في المصيد للأنواع المهمة الرئيسية عن طريق زيادة القياس الأدني لفتحات عيون شباك الصيد.
3 - القرقور:
الهدف:
- زيادة الكتلة الحيوية، وبالتالي معدل الصيد لأنواع الأسماك الرئيسية من مصيد القرقور بواقع 20 في المئة.
- الحد من ارتفاع أسعار الجملة السنوية إلى أكثر من ارتفاع مؤشر الأسعار للمستهلك.
الإجراء:
- تخفيض جهد الصيد بواقع 30 في المئة.
- تثبيت فتحات الهروب أو زيادة قياس فتحات الشباك كي تسمح بخروج صغار الأسماك وبالتالي زيادة الطول الأول للمصيد.
- إدارة المصيد الجانبي في شباك الجر القاعي والمهمة في مصايد القرقور.
4 - الخيط والصنارة:
الهدف:
زيادة الكتلة الحيوية لمخزون السبيطي والهامور والشعم والنويبي والنقرورفي المخزون.
- زيادة حجم الأسماك بواسطة الصيادين والهواة.
- الحفاظ على النسبة الحالية لكميات المصيد بين القطاع التجاري والهواة وهو 10 في المئة للهواة مجموع المصيد.
الإجراء:
لا إجراءات فيما عدا البدء بالمسوحات الدورية والمنتظمة لقطاع صيد الهواة، مشتملاً على إحصائية بعدد الأشخاص وعدد القوارب المشاركة والكميات والأنواع وأحجام الصيد.
13 توصية
1 - تركيب وسائل تخفيض المصيد الجانبي لكل سفن الجر القاعي.
2 - تطبيق برنامج مراقبة كميات المصيد والجهد المبذول والأحجام للأنواع الرئيسية.
3 - اعتماد نظام مرن لغلق مواسم صيد الروبيان.
4 - تقليص جهد الصيد في مصايد الروبيان إلى 5000 يوم–قارب في الموسم.
5 - تقليص جهد الصيد في الشباك الخيشومية بواقع 50 في المئة.
6- زيادة الحجم الأول للأسماك في المصيد للأنواع الرئيسية المهمة في الشباك الخيشومية.
7 - تقليص جهد الصيد في مصائد القرقور بواقع 30 في المئة.
8 - تركيب فتحات هروب في جميع القراقير من أجل زيادة الحجم الأول للأسماك في المصيد.
9 - إدارة المصيد الجانبي في مصائد الجر القاعي للأنواع المهمة في مصائد القرقور.
10 - بدء إجراء مسوحات دورية ومنتظمة لصيد الهواة.
11 - إجراء تحليل كامل وحديث لكل الأنواع، وتقييم تأثير طرق الصيد على المخزون.
12 - تطوير قدرات المراقبة لمواسم منع الصيد من أجل ردع الصيد غير القانوني.
13 - تشجيع التعاون الإقليمي بإبرام مذكرات التفاهم لتبادل بيانات المصائد السمكية وتطوير مشاريع الأبحاث الإقليمية.
5 أسباب لانهيار المخزون السمكي
1 - الصيد الجائر
2 - المخاطر البيئية
3 - التغير في الملوحة «تركيز الكلوروفيل»
4 - تدمير الموائل أو انكماشها
5 - تأثير التلوث والتغير المناخي
تدمير الموائل
أكد الحسيني أن عمليات الصيد يمكن أن تؤدي إلى تدمير الموائل حيث تم استخدام تحليل القدرة على استعادة الحيوية في تقييم تأثير 4 طرق صيد و6 موائل في البيئة البحرية الكويتية وهي:«الجر القاعي-القرقور-الشباك الخيشومية-الصيد بالخيط والصنارة»، فيما حددت الموائل بـ«القاع الطيني-القاع الرملي-الشعاب المرجانية-العائمة-مصبات الأنهار-الأنهار والأهوار».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي