أما بعد...

ترقُّـبٌ... وحـذر

تصغير
تكبير

مع قُرب موعد بدء دور الانعقاد العادي الثاني للفصل التشريعي الحالي والمقرّر أن تكون الجلسة الافتتاحية في الـ31 من الشهر الجاري، إلا أننا لا نلتمس بالشارع الكويتي أيّ تركيز شعبي على قضية معيّنه بذاتها وهذا ما لم نعتدهُ في تجاربنا وحياتنا السياسية، فقد جرت العادة وخاصة قبل أيّ دور انعقاد أن يكون هناك تركيز على حدث معيّن ينتج عنه ردة فعل (بغض النظر كان هذا الحدث مفتعلاً أو طبيعياً)، مما يؤدي إلى تشكيل رأي عام ضاغط.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على شتات برلماني ودخوله في «موجة عالية» جعلت التركيز النيابي أقل من المطلوب وإلا فإن العوامل التي اعتمدها المختصون في علم الاجتماع والتي يُبنى عليها تشكيل وتكوين الرأي العام كثيرة في يومنا وساعتنا هذه؛ ومن أهمها على سبيل المثال في ما يخص الوحدة الوطنية والأمن الداخلي للبلاد هي قضية البدون وما يقوم به بعض «المُتعنصرين» في مساحات التواصل الاجتماعي من استغلال لهذه المعاناة الإنسانية في تمزيق روح الوحدة الوطنية وتعزيز الفئوية في المجتمع، دون أن يخرج أي نائب بالبرلمان لينكر ما تقوم به هذه الفئة «التي لا تمثل إلا نفسها»، وأن يُفعّل دوره النيابي، وذلك في ما منحه الدستور من أدوات لوقف هؤلاء عند حدهم ومحاسبتهم...

ومن أهم القضايا كذلك في الجانب الاقتصادي والمالي والتي تمس معيشة المواطنين بشكل مباشر هي ما يُعرف في البديل الإستراتيجي وإسقاط القروض عن المواطنين وزيادة المتقاعدين... وغيرها كثير، فالواحدة منها كفيلة في أن تكون وقوداً للشارع ومحوراً للضغط الشعبي، ناهيك عن الجانب التعليمي وما آلت إليه إدارة المنظومة التعليمية في البلاد من عجز في توفير أبسط الحقوق لأبنائنا الطلاب والطالبات حتى وصل الحال ببعضهم في المدارس إلى افتراش الأرض في الفصول الدراسية، دون أن يحرّك أي نائب ساكناً إلا ما كان من بعضهم من تصاريح استنكارية هنا وهناك، وغيرها من القضايا المستحقة الكثير والكثير.
إن من الأقطاب السياسية مَنْ لا يريد إثارة الشارع في الوقت الحالي وعلى عِظم بعض القضايا اليوم إلا أننا نجد غالبية النواب على «وضع الطيران» وذلك أن «الموجة» أعلى من أسوار مجلس الأمة الموقر ولا يريدون أن يثيروا حفيظة الشارع إلا إذا دعتهم الحاجةُ إلى ذلك، ولذلك نجد الحالة النيابية اليوم في ركود وشتات مُصطنع، فتارة نرى مجموعة من النواب تنشر خارطة تشريع تسميها بـ خارطة التشريع 2، وبعدها بأيام تخرج لنا اللجنة التنسيقية باجتماع تمهيدي لدور الانعقاد المقبل وينتهي الاجتماع دون أن تُعلن نتائجه، وبعدها تصدرّ مجموعة أكثر من المجموعة الأولى خارطة تشريع أخرى على أن تُعرض وتدرس في اجتماع اللجنة التنسيقية المقبل الذي لم يُحدد تاريخه أصلاً.
إن ما يحصل ليس بتخبطات نيابية او حكومية بل هو لعبٌ على عامل الوقت، فكلٌ يعتمد على مُعطياته ويعوّلُ على الوقت.
X: @Fahad_aljabri
Email: [email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي